الثبات ـ الوحدة والتقريب
ما يمر به العالم اليوم من مآسي وتفرقة، أثرت في نفوس الكثير، ووجدناه يتكرر في كثير من البلدان، الانجراف وراء الطائفية العنصرية، والقوميات، والغرب الحاقد، هي من أخطر أنوع الفرّقة، التي فككت البناء الداخلي للمجتمع الواحد، كما يحدث الآن في بعض الدول، خصوصاً العربية منها، الوحدة والتراص في صف واحد للدفاع عن قضايا الأمة، هي السبيل الأمثل لانتصارها على هذا العدو.
وهذا ما أكد عليه سماحة العلامة الشيخ عبدالناصر جبري رضوان الله عليه بقوله: "لقد امتازت الأمة الإسلامية عن باقي الأمم أنها أمة التوحيد، تحمل صفة من صفات الله المقدسة، وبما أنها كذلك وجب عليها أن تكون واحدة موحدة، كما وصفها الله سبحانه وتعالى في قوله: {وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} سورة المؤمنون – الآية 52، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما استطاع نشر هذا الدين الحنيف، وما استطاع مواجهة المشركين إلا بالوحدة، عندما آخى بين المهاجرين والأنصار، ووحد صفوفهم بنزع الصبغة الجاهلية والتي اتصف بها العرب ما قبل الإسلام، فالوحدة هي الأساس في الانطلاق في هذا الوجود، سواء كان في وجوب الدفاع، أو وجوب الجهاد، أو وجوب المقاومة).
لا بد من التسلح بسلاح العقيدة والإيمان إلى جانب الأخذ بالأسباب من إعداد العدة والعتاد والمضي قدماً في طريق المقاومة طريق العزة والتحرير، والابتعاد عن كل ما يأجج الطائفية العنصرية والقوميات، ونزعها من صدور الشباب وعقولهم، فهو السلاح الوحيد لحل مشكلات الفرد والمجتمع في العالم.