مؤتمر وارسو .. خطوة في مشروع (بيريز) لشرق اوسط جديد ـ أحمد زين الدين

الإثنين 18 شباط , 2019 01:24 توقيت بيروت أقلام الثبات

 

أقلام الثبات

في العام 1996 أصدر رئيس كيان العدو الراحل شيمون بيريز كتابه "الشرق الأوسط الجديد"، تناول فيه على طريقة "دس السم في العسل" عبر دعوته للسلام، ضمن استراتيجية توسعية ، كانت هي استمرار للنهج الذي التزم به قادة العدو حتى قبل اغتصاب فلسطين.

في كتابه هذا، دعا بيريز العرب إلى نسيان تاريخهم، في نفس الوقت الذي حذر فيه من اصولية إسلامية، ليبرر زعمه على أهمية الردع النووي الصهيوني.

كما شدد هذا الثعلب الصهيوني، على التعاون الأقليمي الذي تلعب فيه تل ابيب دوراً قيادياً  بسببب "تقدمها العلمي والتكنولوجي والعسكري"، دون أن يغفل ضرورة تحويل جامعة الدول العربية إلى جامعة الشرق الأوسط.

"الشرق الأوسط الجديد" للتذكير فقط، كانت "كونداليزا رايس" قد وعدتنا به، في حرب تموز 2006، بعد اجتماعها برئيس الحكومة اللبنانية في حينه فؤاد السنيورة.

والآن، بعد موجة أكذوبة ما يسمى بالربيع العربي، يتصاعد الاندفاع باتجاه شرق اوسط "شيمون بيريز"، سواء في حركة التطبيع التي تسير على قدم وساق في السر والعلن، وخصوصاً بين دول الخليج والكيان العبري، أم عبر لقاءات ومشاريع متعددة بين الطرفين.

وفي هذا الاتجاه، جاء مؤتمر وارسو رغم هُزاله ليكرس هذا الاتجاه، ووضع قواعد اشتباك اقليمية جديدة بذريعة مواجهة ايران.

دون أن ننسى أن ارهاصات التطبيع كانت قد بدأت بشكل علني في العام 1981 في قمة فاس العربية، من خلال مشروع ولي العهد السعودي في حينه الأمير فهد بن عبد العزيز، الملك لاحقاً، لكن فاس التي لم تلبس العباءة السعودية وقتها، لكن لبستها القمة العربية بعد عام وبعد الإجتياح الاسرائيلي للبنان عام  1982، حيث كان أول اعتراف علني إن جاز التعبير بالعدو من خلال مشروع السلام السعودي ذاك الوقت.

وهكذا يأتي مؤتمر وارسو، حيث توحي كل المؤشرات بصرف النظر عن ما حققه هذا المؤتمر، أن العدو نجح في صياغة تحالف مع دول عربية، في ظل صمت وجمود جماهري عربي، باستثناء ما شهدناه في اليمن من مظاهرات كبرى رفضاً لهذا النهج.

بعد هذه التطورات، هل يمكن القول أن جامعة الدول العربية، ما زال لها دور في عمل عربي مشترك، ولو بالحد الادنى للصالح العربي.

ببساطة، ثمة دول عربية وإسلامية، تنشط في مساعي التوجه الصهيوني، دون أي اعتراض جماهيري عربي واسلامي واسع، بالتالي يبقى السؤال عن مدى استمرار جامعة الدول العربية، أمام "طحشة" جامعة شيمون بيرير الشرق أوسطية.

والسؤال، هل يقدم ذلك اطمئناناً للعدو. ثمة حقيقة وهي أن محور المقاومة لن يتراجع وسيستمر في خطه التصاعدي لكسر الإرهاب التكفيري نهائياً، وليبقى مشروعه الاساس عودة كل فلسطين إلى ابنائها، وأن سورية العربية ولبنان المقاومة والعراق – الحشد الشعبي مصممون أن لا جامعة شرق أوسطية.

 

أحمد زين الدين


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل