قال تعالى: { خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} سورة العلق / آية رقم 2
لماذا خصَّ اللهُ سبحانه وتعالى العلقَ هُنا؟
خصَّ كلمةَ العلقِ لأنَّ الإنسانَ بدأَ يَعلقُ، وذلك عندما كانَ نطفةً، فالنطفةُ في البدايةِ لا يشترطُ بها أنْ تثبُتَ، ولكنْ عندما تثبتُ تتحولُ إلى العلقِ، فمن هنا جاءَ لفظُ العلقِ؛ لأنَّ فيهِ تعلقٌ بهذِهِ الدّنيا وبهذا الوجودِ وبهذه الكيفيةِ الّتي يمرُّ بها الإنسانُ، ثمّ بعدَها ينتقلُ إلى المضغةِ والّتي تكونُ في مرحلةٍ متقدمةٍ، فالعلقُ هنا عندما يأخذُ الحيوانُ المنويُّ مكانَهُ في هذا الوجودِ، عندما يكونُ في رحمِ أمّهِ، لذلك خصَّ العلقَ بالذكرِ.
عندما نستمِعُ إلى هذا القرآنِ الكريمِ نجدُ كلَّ كلمةٍ فيهِ تدلُّ على المعنى المُرادِ منها دونَ سواهُ، ومن هُنا لو أرَدنا أنْ نَضعَ كلمةً عربيةً مَكانَها لَما أعطَتْ نفسَ المعنى، ولَما أدّتْ نفسَ الدورِ، وهذهِ دلالةٌ على الإعجازِ في هذا القرآن ِالكريمِ، لأنَّ الإعجازَ أولُ ما يتناولُ منَ اللغةِ العربيّةِ، والّتي تحدّى اللهُ سبحانَهُ وتعالى العربَ أنْ يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ في البدايةِ من خلالِ المَنطوقِ.