قصص الصالحين .. "تواضعوا فرفعهم"

السبت 26 أيلول , 2020 05:00 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات 

 

قصص الصالحين

تواضعوا فرفعهم

 

التواضع في أصله خفض الجناح ولين الجانب والخضوع لله والتذلل بين يديه، وقد روى مسلم رحمه الله في صحيحه عن عياض بن حماد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد، وهكذا كان الصالحون أكثر الناس تواضعاً، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

لما استُخلف أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه أصبح غاديًا إلى السُّوق، وكان يحلب للحي أغنامهم قبل الخلافة، فلمَّا بُويَع قالت جارية مِن الحي: الآن لا يحلب لنا. فقال: بلى لأحلبنَّها لكم، وإنِّي لأرجو ألَّا يغيِّرني ما دخلت فيه.

ويروي عروة بن الزبير رضي الله عنه: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا!!، فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها.

ودخل على عمر بن عبدالعزيز واحد من أقربائه، فهاله ما رأى، فقد رأى عمرا لائذا بركن الشمس عن داره متدثرا بإزار، فحسبه مريضا، فسأله: ما الخطب يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا شيء، إني أنتظر ثيابي حتى تجفّ. فعاد يقول له: وما ثيابك يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: قميص ورداء وإزار، فقال له: ألا تتخذ قميصا آخر ورداء أو إزارا؟ قال: قد كان لي ذلك، ثم تمزقت، فقال له: ألا تتخذ سواها؟ فأطرق عمر بن عبدالعزيز رأسه، ثم أجهش بالبكاء، وجعل يردد قول الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين}.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل