"نبؤة" السنيورة تتحقق ـ أحمد زين الدين

الخميس 21 أيار , 2020 12:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في كتابه "محطات" يروي أحمد طباره،: " وانا اتمشى في احد أروقة البناية التي كان يسكنها المغفور له الرئيس الياس الهراوي، فوجئت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري يتجاذب الحديث مع الرئيس فؤاد السنيورة بأنس وراحة وبدت علامات الارتياح على وجهيهما"

يضيف: "تابعت طريقي بعد أن القيت التحية حتى لا اقطع عليهما الحديث وحفاظاً على أدب التلاقي العرضي"

وبعد أن ابتعد عنهما بضعة أمتار، فوجئ بالرئيس الشهيد يناديه "شو أحمد شو الأخبار".

فرد طبارة: "والله يادولة الرئيس اريد أن انقل لك ما قاله والدي قبل وفاته".

وتابع رداً على تساؤل الحريري: "قال لي: انتبه يابني: اليهود بيحفروا بير بالإبرة، بينما نحن العرب نتفاعل بمفهوم الصدمة، نزعل لأي سبب ونُسترضى ببوسة لحى".

سأل الحريري: "ماذا تعني؟"

رد طبارة: "يا دولة الرئيس من قال لك إن اسرائيل تريد السلام؟

الم تر ما فعلوا بما نيته في كفرفالوس.

لا يا دولة الرئيس، إن اسرائيل مجتمع حرب.. يعيش على الحرب، وهم مجموعة مرتزقة عملُها ضربنا كلما شممنا رائحة إبطنا... اتؤمن حقاً انهم يريدون السلام".

ويقول الاستاذ أحمد طباره أن الرئيس الراحل نظر إليه بعينين فيهما تساؤل واستتغراب، قناعة وتعجب، تفهم واستفهام، الم ورفض، قبول ومرارة".

واستطراد هنا بالقول: "وماذا إن افتعلوا حرباً وحطّموا ما تقوم به، اليس التروي بالاستدانة أنفع من تصديقهم" لم يجب الرئيس الحريري، وفتح باب الشرفة وخرج، وبالتالي لم يبق مع طباره إلا فؤاد السنيورة الذي سأله: "شو يافؤاد.. وين منصير إذا ما في سلام؟

اجابني: ممنفوت بالقزاز".

منذ تلك الحادثة التي تعود إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث كان القصر الجمهوري مايزال في الرملة البيضاء، تعددت أشكال الحروب والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، كما تحقق أيضاً تحرير الجنوب ما عدا مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، دون قيد أو شرط، وخلال الفترة الحريرية، ارتفع الدين العام بطريقة جنونية، وبدأ استبدال هذا الدين بالدولار، وصار واضحاً منذ العام 1995 أن البلد يتجه نحو الهاوية، جراء سياسة "لحس المبرد" وعلى نفس المنوال استمرت السياسة المالية والاقتصادية، المترافقة مع اوسع عمليات النهب والفساد والسمسرات، مع مزيد من المديونية، وتدمير الاقتصاد المنتج.. واتضح جانب واسع من السياسة السنيورية، التي لم تدخل البلاد والعباد ب "القزاز" وحسب، بل بفضل هذه السياسة المدمرة التي اتبعت الغرائزية وأوصلتها إلى الذروة، وصار الموظف الكبير والمسؤول المرتكب، من أعمدة المذهبية الغرائزية.

لم نفت ب "القزاز" وحسب، بل صار البلد حطاماً، اقتصادياً، يحاول حسان دياب وغيره لملمته، لكن دون الحسم مع الماضي (1983 ـ 2020) ومحاسبة كل الفاسدين واسترداد المال المنهوب، والعودة إلى الاقتصاد المنتج... فيوم القيامة بعيد، حمى الله لبنان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل