أقلام الثبات
في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية ، كشف السيد محمود عباس رئيس السلطة عن إرساله رسالتين لكل من الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني ، تضمنتا إخطاراً بقطع العلاقات مع الكيان بما فيها العلاقات الأمنية ، بسبب نقض الكيان للاتفاقيات الدولية ، محملاً إياه المسؤولية كقوة احتلال .
كلام رئيس السلطة يمكن أن نضعه في خانة الإيجابية إذا ما قورن بترجمات العملية ، وهذا ما يدفعنا للقول ، أنه ومن خلال المتابعة ، من الواضح أنّ ما تصرح به السلطة ، رئيساً وأركاناً لا تتجاوز اللغة الخطابية الممزوجة بالاستجداء ، والتأكيد على التزامها المفاوضات والبحث عن شريك من داخل الكيان ، والتزام محاربة الإرهاب الداخلي والخارجي من دون تحديد ، وبأن اتفاقات " أوسلو " إيجابية . فالعلاقة المنتهية مع الكيان ، والتي تحدث عنها رئيس السلطة لا زالت مستمرة بأشكال مختلفة . وما مشاركة وفد شخصيات مما يسمى ب" لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي " ، في مغتصبة " تل أبيب " ، وفي مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة ، بذريعة وزعم مواجهة ما تسمى " صفقة القرن " ، وتوضيح الرؤية الفلسطينية للسلام ، لناشطين وشخصيات " يسارية " ومستوطنين غير متطرفين يرفضون الصفقة . واللجنة العتيدة تابعة لمنظمة التحرير ، وتأسست آواخر العام 2012 بقرار من رئيس السلطة ، وهدفها كما أشيع ، اختراق الكيان من خلال التأثير في الرأي العام داخل مجتمع المستوطنين ، الذي يجنح سريعاً نحو التطرف ، ويقف خلف الأحزاب الأكثر يمنية في الكيان الصهيوني .
في الوقت الذي يهاجم بيان لحركة فتح في إقليم جنين ، هذا الاجتماع التطبيعي في " تل أبيب " ، موصِّفاً المشاركين فيه من الفلسطينيين بفئة المرتزقة والضالة والمهرولة للتطبيع مع الاحتلال . يعمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ، المُسارعة في تبريرٍ بائس لاجتماع أعضاء "لجنة التواصل": "أنه نوع من المقاومة الشعبية والكفاح الفلسطيني السلمي ، وهناك استثناءات في العمل السياسي ، ونحن ندعو إلى التعايش بين الجانبين " .
إنّ وقف العلاقة مع الكيان ، التي أعلنها رئيس السلطة ، يتناقض جذرياً مع استمرار التطبيع والتنسيق الأمني ، الذي أكد نبيل أبو ردينة أنه متواصل ، وإن قال أنه إلى حين ، لكن من الواضح أن لا سقف له ، بوجود الجيش الأوسلوي ومثقفيه والعاملين على ضخ الحياة فيه ، والتي زهقها العدو الصهيوني منذ سنوات ، وهو غير مؤسوف عليه . وبالتالي الاستمرار في هذا المنحى يؤشر للأسف على عدم الجدية ، أولاً في مواجهة " صفقة القرن " وفق رؤية وإستراتيجية وطنية موحدة . وثانياً ، في تنفيذ قرارات المؤسسات الفلسطينية ، لجهة الخروج من اتفاقات " أوسلو " ومندرجاتها الأمنية والاقتصادية ، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني .
إلى "المجنس" توم براك: من باع انتماءه لا يملك حق تقييم الأوطان ـ محمد دياب
لبنان بين ثلاث وساطات.. هل تستعيد مصر دورها؟ ــ د. ليلى نقولا
"إسرائيل" تتوسّع خارجيًا... وتتآكل من الداخل ــ د. نسيب حطيط
كارثة كهربائية تضرب السوريين... رفع الدعم عن القطاع الخدمي برمته _ حسان الحسن