أقلام الثبات
على خطى الشهيد المثقف المشتبك باسل الأعرج ، أراد المقاوم سند الطرمان أن تكون ختام قصته مع عدوه وعدو شعبه ، الذي يجهد من أجل الإطباق على كل الأرض الفلسطينية ، متمترساً أولاً ، خلف دولة مارقة غاشمة لا تقيم وزناً أو قيمة لأية شرعية دولية ، فارضة نفسها الحاكمة والمتحكمة بالعالم بطريقة السطو والطغيان والجبروت ، إنها الولايات المتحدة الأميركية المدعية زيفاً وكذباً أنها رافعة وحامية لحقوق الإنسان . وثانياً ، خلف أصحاب الرهانات البائسة ، الذين بددوا ما بددوه من حقوقنا وعناويننا الوطنية . وثالثاً ، خلف نظام عربي متهاوً ، ولاهث وراء إرضاء الإدارة الأميركية ، من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وليس أخرهم عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي في السودان ، الذي التقى نتنياهو ، بعد أن استخار ربه ، ليُكتشف أن ربه الذي استخاره هو " مايك بومبيو " وزير الخارجية الأمريكية .
ختام قصة سند الطرمان ، عمليةُ دهسٍ متقنة التنفيذ مكاناً وتوقيتاً ،. في المكان ، كانت القدس المحتلة ، عاصمة وطنه فلسطين ، طال الزمان أم قصر ، أرض العملية ، حيث استهدف تجمعاً لجنود الاحتلال الصهيوني من قوات لواء " الجولاني " ، فأسقط منهم 14 جندياً . أما في التوقيت ، جاء بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي ترامب ل" صفقة القرن " ، التي هي وباختصار على الفلسطينيين الرحيل ، ليحل مكانهم صهاينة مستجلبين على أن يكونوا هم الأصل ، وهم لا أصل لهم .
من يقرأ ما كتبه البطل سند الطرمان في وصيته ، وعلى قصر كلماتها ، والتي جاء في ختامها : " المهم أن تصلك الفكرة ، ألاّ نستسلم " ، تجد أنها لا تبتعد كثيراً عن مضامين ما احتوته وصية الشهيد باسل الأعرج ، والتي جاء في بدايتها : " وأنا الآن أسير إلى حتفي راضياً مقتنعاً وجدت أجوبتي " . كلا الوصيتان حملتا من الفلسفة والمعاني الثورية ، ما يؤكد للمرء منا ، أنّ من وقف خلف هاتين الوصيتين من صنف المثقفين الذين مضوا بإرادتهم نحو الاشتباك مع العدو .
سند الطرمان مضى في عمليته بعد أن وجدّ أجوبته ، بحسب ما كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي . هو بذلك أراد أن يكمل ما بدأه باسل ، لتصبح كلمة " وجدت أجوبتي " ، كلمة السر للعديد من العمليات الفدائية في قادم الأيام .
أميركا والغرب ونحن... في صراع بلا نهايات في الأفق ــ يونس عودة
الجنرال "أورتاغوس"... والتفاوض المباشر مع "إسرائيل" ــ د. نسيب حطيط
لا تلوموا المقاومة على عدم الرد... فالوقت لم يتأخر بعد ــ د. نسيب حطيط
"ثورة" العهر عائدة ــ عدنان الساحلي