مقالات مختارة
في كل مرة كان يقال فيها أن الطبخة الحكومية قد نضجت كنا نقول ، عندما ترون النائب السابق وليد جنبلاط في عين التينة تكون الطبخة قد نضجت ، وذلك لأن المتابع لما سبق بدء الحراك الشعبي وما رافقه من كلام أميركي ، كان يدرك أن جنبلاط هو الطرف اللبناني المعني فيه ، فالحراك الذي تفجر غضبا على الفساد واحتجاجا على الإنهيار الإقتصادي الناتج عن السياسات المالية والإقتصادية التي ترعاها واشنطن ، عبر المديونية وحضور دور مصرف لبنان ، كان حصان رهان أميركي لتغيير التوازنات التي مثلتها الحكومة المستقيلة ، والتي شكلت إزعاجا للسياسات الأميركية وإرباكا لحسابات واشنطن في ملفات حساسة ، كملف النازحين السوريين ، وملف ترسيم الحدود البحرية للبنان ، وهي ملفات كانت واشنطن تأمل أن تبقى المواقف اللبنانية تحت سقفها ، وإعتبار عدم تحميل حلفاء واشنطن أعباء المعركة مع سلاح حزب الله كافيا ، لمطالبتهم بالفوز في هذه المعارك .
الواضح من اي متابعة أن الأميركيين كانوا وهم يعتبرون هذه القضايا وجودية لسياساتهم الإقليمية ، يرون في مواقف وزير الخارجية جبران باسيل عنوان الإرباك لسياساتهم ، ويقترحون على حلفائهم العمل معا ، لإضعاف التيار الوطني الحر وإطاحة باسيل ، كهدف مشترك ، ووضعوا الكثير من السيناريوهات التي بدأت من حادثة قبرشمون ، حتى وصلوا إلى اليقين بأن تفجير الغضب الشعبي مع تجهيز منصات إعلامية وتنظيمات من جمعيات ممولة أميركيا ، وتعاون تحت الطاولة من الأحزاب الحليفة لواشنطن ، سيوفر مناخ دفع الحراك نحو المعركة مع رئيس الجمهورية كزعيم مؤسس للتيار الوطني الحر وصاحب المواقف الصلبة في الملفات المهمة لواشنطن ، كما سيوفر المناخ لإستهداف باسيل ، والبوابة هي إستقالة الحكومة ، وبدء مشاورات تشكيل حكومة جديدة بشروط وتوازنات جديدة .
من يقرأ مقال ديفيد اغناسيوس في الواشنطن بوست قبل إندلاع الحراك بيوم واحد ومن بيروت ، يدرك ان اغناسيوس كان ضيفا على جنبلاط ، وأن ما قاله مطالبا الإدارة في واشنطن بعدم خذلان الحلفاء أسوة بما حدث مع أكراد سورية ، عبر وضع خطة تعويم للإقتصاد اللبناني مشروطة بإضعاف حزب الله وحلفائه ، هو كلام جنبلاط ومخاوفه وطلباته ، ومن قرأ كلام جيفري فيلتمان الصديق الشخصي لجنبلاط ، وهو يتحدث أمام الكونغرس ، إنتبه أنه اوصل مضمون كلامه مباشرة لجنبلاط ، ناعيا فرصة المضي قدما في المعركة بوجه حزب الله ومحور المقاومة ، بعدما شكلت رسالة السيد حسن نصرالله بالتوجه شرقا نحو سورية والعراق وإيران وروسيا والصين رادعا كافيا حسب كلام فيلتمان .
صمدت المقاومة وحلفاؤها معا بوجه الإبتزاز والتهويل ، وإستهلكوا المناورات الحكومية المتعددة ، ولم يكن لدى أحد الدليل على أن الصيغة الحكومية الأخيرة تختلف عن سابقاتها ، رغم ما يوحي به اليقين الأميركي من فشل الرهان على الإضطرابات في إيران ، وما قاله فيلتمان من مؤشرات النزول الأميركي عن الشجرة ، حتى رأينا جنبلاط في عين التينة ، يعلن أنه سيسمي وزراء في الحكومة المقترحة برئاسة المهندس سيمر الخطيب ، وعين التينة هي المقصد الوحيد الذي يتيح لجنبلاط مخاطبة محور المقاومة بلسان ثقة و تحت عباءة ضامنة ، يمثلهما رئيس مجلس النواب نبيه بري ، ليقول أنه يسلم بأن اللعبة إنتهت ، وجنبلاط لا يشارك ولا يمنح الثقة لحكومة لا يشارك فيها الرئيس سعد الحريري ولا يمنحها الثقة .
الصيغة الحكومية المتداولة برئاسة المهندس سمير الخطيب قطعت أكثر المسافة اللازمة لبلوغ نقطة النهاية بعدما ظهر جنبلاط في عين التينة مصرحا بأنه سيكون جزءا من هذه الصيغة ، رغم أنها ستنفذ وصايا باسيل في ملف النازحين وترسيم الحدود ، ولو كان غائبا و"ملائكته حاضرة" .
ناصر قنديل ـ البناء
الكيان بين الـ 7 من أكتوبر ولعنة الـ 80
حزب الله بين الكباش السياسي والتصعيد العسكري.. هل تندلع الحرب؟!
كازاخستان ترتدي قبعة "الإبراهيمية".. ولكم التداعيات
ما بين المحيط البيزانطي لليونان والوطن الأزرق لتركيا.. كيف تتحرك "إسرائيل" لرسم حدودها؟