حقوق الساحات وحدود الشوارع ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 13 تشرين الثاني , 2019 10:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

  أقلام الثبات

قبل سقوط الضحية في خلدة مساء الثلاثاء - ضمن ردَّات فعلٍ استبقت وواكبت وتَلَت المقابلة الإعلامية مع الرئيس ميشال عون - كان اللبنانيون يتساءلون، الى متى تبقى المدارس والجامعات والمصارف وبعض مؤسسات القطاعين العام والخاص مُقفلة، والى متى تحتمل البلد طرقات مقطوعة وتحركات شوارع؟
بعد حادثة خلدة زادت الهواجس، ومن حق الناس، سواء هؤلاء الآلاف الذين شاركوا في اعتصامات الساحات تحت عناوين مطلبية، أو الملايين الأسرى في بيوتهم، أن يتساءلوا أو يتوقعوا، ماذا يُمكن أن يحصل في الشارع اللبناني لو تكرر سقوط ضحايا، خصوصا في مناطق تنوُّع طائفي أو مذهبي أو حزبي مثل خلدة، سواء سقطوا نتيجة إحتكاكات المواطنين ببعضهم، بين مَن يرغب المرور وبين قاطع الطريق، أو بين المعتصمين أنفسهم الذين بدأت مطالبهم تتناقض وخطاباتهم السياسية غير متطابقة خلال اختلاطهم في تجمُّعات ليست على انسجام يضبط حراكاتها المتنوِّعة الأهداف والوسائل.
وبعيداً عن الحقوق المطلبية، والورقة الإصلاحية التي وافقت عليها الحكومة قبل الإستقالة ورفضتها الساحات، أو تلك التي لدى رئيس الجمهورية التي سوف تكون برنامج العمل الإصلاحي للحكومة العتيدة، ولم يُفصح عن مضمونها في المقابلة الإعلامية، فإن الأزمة قد تجاوزت الحقوق المطلبية لساحات تعمَّدت ربما عدم الإفصاح عن قياداتها، كي لا تُلبِّي دعوة الرئيس عبر وفدٍ منها لمناقشة مطالب الناس المُحتشدة.
ولأن حادثة خلدة خطيرة، بالنظر الى الموقع الجيو- طائفي لِمُثلَّث خلدة ( بيروت – الجبل – الجنوب)، فإن المخاوف تبدو جدية من حرب "الجيل الرابع" التي تحدَّث عنها الرئيس عون، وأسلحة هذه الحرب معروفة عالمياً: إثارة الفوضى في الشارع على مختلف المستويات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، وهي أخطر أنواع الحروب لإسقاط الأنظمة، وتُعلن أميركا جهاراً أنها تخوضها في العراق ولبنان.
قبل ثلاثة أيام من إنطلاق الحراك بدأت على لبنان حرب "الجيل الرابع" هذه، عبر الحرائق التي أكدت تقارير عسكرية أنها مُفتعلة بتقنيات صهيونية جوِّية، وبعد ثلاثة أيامٍ من هذا الحراك تبيَّن أن السفارات عبر أحزاب ومجموعات لبنانية على خصومة مع العهد ومع المقاومة، هي التي تمتطي هذا الحراك والهدف واضح: إسقاط النظام والدخول في فوضى الفراغ بعد أن فشِلت كل سيناريوهات الحرب التقليدية على المقاومة، وبعد هزائم المحور الأميركي –الخليجي في المنطقة وخصوصا في سوريا.
بناء على ما تقدَّم من مُعطيات تُنذِر بعواقب قاتلة، لم تعُد حقوق الساحات المطلبية هي الأساس، ما دامت بعض هذه الساحات تتهيأ لرفض أية تشكيلة حكومية قبل ولادتها، والساحات لا تُقلقنا، بقدر ما أن الشوارع التي تُحركها "الوطاويط" هي التي تُنذر بالآتي الأعظم على حياة الشعب اللبناني، لأن الشارع الآخر لو تحرَّك، فسوف تسقط دماء، ويا خوفنا من استدراجنا الى 7 أيار جديد بسيناريو أميركي، يُصفِّي فيه اللبنانيون حسابات الغير على أرضهم، ويدفع الثمن لبنان، كل لبنان...   


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل