محطات التحريض تدخل مرحلة تخريب التعليم ـ محمد دياب 

الأربعاء 06 تشرين الثاني , 2019 11:25 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

هل بدأ بعض الإعلام مرحلة جديدة في التحريض على لبنان؟

كان لافتا اليوم دخول التحريض والتحرك مرحلة جديدة من التهييج، بعد أن بلغت المرحلة السابقة الجدار، جراء استعداء معظم الشعب اللبناني على الحراك الشعبي، من خلال إقفال الطرقات وقطع أوصال البلد، وهو ما جعل النقمة الشعبية تتزايد وتتحول ضد قراصنة المراحل واستغلال الوضع الاجتماعي السيء الذي يعاني منه اللبنانيون، بحيث فقدت الأدوية من الصيدليات ويكاد مخزون الطحين ينفذ من الأفران، والوقود ينفذ من محطات المحروقات، لأن قطع طرقات وحواجز تقوم بها مجموعات صغيرة تطلق عليها محطات التجييش الإعلامي "متظاهرون"، هم في الحقيقة في معظمهم زمر يقودها حزبيون يستعيدون لغة المليشيات التي عرفها اللبنانيون في زمن الأمر الواقع إبان الفتنة الأهلية (1975 - 1990) والتي يتذكر اللبنانيون تماما حواجزها وخواتها ولصوصيتها وسمومها.

وإذا كنا نسارع إلى التأكيد ان الأزمة الأقتصادية والإجتماعية والمالية في لبنان بلغت مرحلة خطيرة جراء السياسة الليبرالية المتوحشة التي اتبعت منذ نهاية 1992 من جهة، وجراء سياسة النهب والفساد والهدر والسرقات من جهة تانية، إلَّا ان الحراك الشعبي الذي بدأ اخذه منذ اليوم الثالث من بدايتة إلى مكان آخر، صار يطرح عشرات علامات الاستفهام، وخصوصا بعد دخول ساسة واحزاب وشخصيات عليه، هم من أهم أسباب هذه الأزمة وتفاقمها.

إذ ما معنى دخول حزب النفايات السامة والحوض الخامس إبان الحرب الأهلية، وما معنى دخول المنقلب على حزب أبيه وتحوله إلى حوت مالي، كما دخول حزب تزوير مروحيات البوما، وانهيار العملة الوطنية، إضافة إلى فلول تيار أزرق، وبرابرة الإرهاب التكفيري، وعملاء لسفارة العم سام، على خط الحراك الشعبي، ورفعهم شعارات لا تمت بصلة إلى حقيقة الأزمة الأقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة التي يعيشها لبنان واللبنانيون، ولم يتفوهوا بشعار واحد ضد من أثرى ونهب المال العام بطريقة لم يشهدها بلد من أسواء بلدان العالم.

لافت جدا، بعد أن تمكن سراق المراحل من اخذ الحراك، إلى محاصرة الناس الغلابة على الطرقات والمفترقات، بدل محاصرة هؤلاء الذين نهبوا البلد، أنهم الآن ينقلونه إلى مرحلة جديدة باستهداف المدارس التي فتحت ابوابها لتلامذتها، في ظل إعلام مرئي لم يعد عنده حدا ادنى من ضمير انساني، بالتحريض على ادارات هذه المدارس، وتكبير حالة ما بطريقة مشبوهة، لا تخدم إلّا بقاء لبنان في حالة من الفوضى، فحبذا لو يطبق قانون الإعلام المرئي والمسموع بحذافيره، حينها سنطالب بعودة تلفزيون لبنان إلينا لأنه اسهم بتفتح وعي أجيال على قيم فنية وإنسانية لا تعرفها هذه المحطات المجنونة التي اغتصبت الهواء وربما لا تدفع ما يتوجب عليها من رسوم جراء استغلالها أقنية البث، والتي يريد أصحابها الثروة على حساب دمنا وتعبنا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل