صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخَلْقِية

الأربعاء 30 تشرين الأول , 2019 11:34 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - اسلاميات 

 

صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخَلْقِية

 

 كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قمة في الكمال والجمال في خلقه، فكم من رجل دخل في الإسلام لمجرد رؤيته رسول الهدى صلى الله عليه وآله وسلم ومشاهدة نور وجهه الشريف، فهذا عبد الله بن سلام حبر اليهود وأعلمهم بالتوراة، يقول: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت عرفت أنَّ وجهه ليس بوجه كذاب".

قال حسان بن ثابت يمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

وَأَحْسَنُ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي ... وَأَجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ

خُلِقْتَ مُبِرَّءاً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ ... كَأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ

 

فرسولنا صلى الله عليه وآله وسلم كان أحسن الناس، وأجمل الناس، لم يصفه واصف قط إلا شبهه بالقمر ليلة البدر، ولقد كان يقول قائلهم: لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول: هو أحسن في أعيننا من القمر، أحسن الناس وجهاً، وأنورهم لوناً يتلألأ تلألؤ الكواكب، ولقد وصفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال:

 

أَمِينٌ مُصْطَفًى لِلْخَيْرِ يَدْعُو ... كَضَوْءِ الْبَدْرِ زَايَلَهُ الظَّلَامُ

 

وقد وردت أحاديث كثيرة تتضمن صفات خلقية عديدة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نذكر بعضاً منها:

فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً مربوعاً، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه.

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَكَانَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، كَأَنَّمَا الأَرْضَ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَرِ، فَلَهُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أزهر اللون، وهو الأبيض المستنير الناصع البياض وهو أحسن الألوان، فلم يكن بالأبيض الأمهق الشديد البياض، ولم يكن بالآدم الشديد السمرة، وكان بياضه صلى الله عليه وآله وسلم مشرباً بحمرة. حتى كان الصحابة كثيراً ما يتمثلون بنعت عمه أبي طالب إياه في لونه حيث يقول:

وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ

ويقول كل من سمع ذلك: هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وهذه طائفة مختارة من وصف الواصفين ونعت الناعتين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن حضره وعاصره تؤكد وتؤيد ما ذُكر:

عن ربيعة بن أبي عبد الرحمٰن: قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كان رَبعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل

وعن الجريري عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال: فقلت له: فكيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحاً مُقصداً.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان عظيم الهامة، أبيض، مُشرباً حمرة، عظيم اللحية، ضخم الكراديس، شثن الكفين والقدمين، طويل المسربة، كثير شعر الرأس رجله، يتكفأ في مشيته كأنما ينحدر في صبب، لا طويل، ولا قصير، لم أر مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أنصاف أُذنيه، وتارة يضرب منكبيه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبيض، كأنما صيغ من فضة، رجل الشعر.

وعن مُحرشٍ الكعبي رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج من الجعرانة ليلاً فاعتمر ثم رجع فأصبح بها كبائتٍ، فنظرت إلى ظهره كأنَّه سبيكة فضة.

 

 

 

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل