الأسد يرمي بورقة أردوغان في مزبلة التاريخ ـ أحمد زين الدين

الأربعاء 04 أيلول , 2019 10:09 توقيت بيروت أقلام الثبات

أٌقلام الثبات

إذا كان الإرهاب التكفيري قد تلقى على يد الجيش العربي السوري مؤخراً ضربات قاصمة بتحرير خان شيخون، فإن أكثر المرعوبين من هذا الانتصار النوعي هما رجب طيب أردوغان والكيان الصهيوني، ولهذا تفيد المعلومات أن لقاءات استخباراتية وعسكرية عقدت مؤخراً بين مسؤولين أتراك وصهاينة، وضعت خلالها خطط ورؤى مشتركة في عدد من القضايا التي وصفت بأنها "مسائل إقليمية حساسة".

الترجمة العملية لهذه "الرؤى" تجلت واضحة بالغارات الصهيونية في محيط العاصمة السورية، إثر الإعلان عن تحرير "خان شيخون"، وقبلها في عز اندفاعة الجيش السوري لتحرير المدينة وطريق دمشق - حلب، كانت اندفاعة ارتال تركية لنجدة الإرهابيين، فتم قصفها من قبل الطيران السوري، في نفس الوقت الذي كان قد تم فيه حصار بلدة "مورك" التي تفيد المعلومات عن وجود قوات وقيادات عسكرية تركية فيها محاصرة بشكل تام.

وبتحرير الجيش العربي السوري لطريق دمشق - حلب، يكون قد قضي أيضاً على عصابات قطاع الطرق الذين تديرهم أنقرة، وتجني معهم من خلال سرقاتهم ولصوصيتهم الملايين.

ماحصل في خان شيخون وتحرير دمشق - حلب، وتواصل جهوزية الجيش العربي السوري لتصفية معاقل أولئك الخارجين من جحور التاريخ والهمجية أصاب "الصدر الأعظم" رجب طيب أردوغان بموجة هذيان وجنون، وراح يصرخ لحلفائه الاطلسيين لإنقاذه، مذكراً إياهم بأنه القاعدة المتقدمة لهم، لكن على حد المثل الشعبي اللبناني "كثرة الفرفرة تكسر الجوانح"، فالبهلوان التركي حاول في كل تاريخه السياسي أن يلعب على الحبال.

هو يلعب مع الروس ويلعب مع الإيرانيين، كما يلعب مع الأميركيين والأطلسيين أجمعين.

تصور نفسه للحظات أو شهور أنه سليمان القانوني، أو محمد الفاتح، فاعتقد أن الكل بحاجة إليه.. لكن الضربات بدأت على رأسه من كل الاتجاهات ضربة الرئيس بشار الأسد بتحرير خان شيخون أصابته في الصميم فازداد هزيانه، ربما بدأت غرف قصره السلطاني المكون من 1050 غرفة والذي بلغت كلفته أكثر من 650 مليون دولار عام 2014، تهتز، وهو المهزوز أصلاً منذ إنشائه بسبب ماأثير يومها من حديث واسع عن هدر أموال وفساد وبذخ لامبرر له.

الغطرسة الأردوغانية بلغت قبل فترة مداها، فسيطر جنون العظمة على سلوك الرجل، وما عاد يستطيع أن يتحمل موقفاً ناصحاً، حتى أن مهندس الاقتصاد التركي علي باباجان ترجاه أن لايعيد انتخابات اسطنبول، لكنه القى بالرجاء والنصائح التي وجهت إليه في سلة القمامة، واندفع بتهور فكانت هزيمته الثانية أقسى وأشد وفعاً في المدينة التي خرج منها، وظن أنها ستعيد إليه هو نفسه أمجاد "الباب العالي"، فإذا بها تحفر بداية نهايته.

علي باباجان الذي تصدر المشهد السياسي والاقتصادي التركي، طيره أردوغان عام 2014، رغم أنه كان من المع كوادر حزب العدالة والتنمية، وهو كان على رأس تلك المجموعة التي حققت أعلى نسبة نمو في تاريخ الاقتصاد التركي بين 2003- 2008، منذ أن كان وزيراً للخارجية وشغل منصب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، وتبلورت رؤيته الاقتصادية خلال توليه وزارة الاقتصاد.

أحمد داود أوغلو، الذي يستعد حزب رجب طيب أردوغان لفصله، بعد أن كان لفترة طويلة يعتبر كبير منظري الحزب وتولى وزارة الخارجية قبل أن يعين رئيساً للوزراء، لكن الصدر الأعظم أردوغان، لايحتمل أي رجل يبرز إلى واجهة الضوء... فكانت إقالته من مناصبه الرسمية وهاهو الآن على وشك أن يطرد من الحزب.

قبل هؤلاء، كان عبد الله غول الرئيس التركي السابق ووزير الخارجية الآتي إلى السياسة من حزب الرفاه الذي كان يترأسه نجم الدين ارباكان، وصار أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، والذي ضاق ذرعاً بجنون أردوغان وتقلباته، وهو الآن مع عدد من قيادي حزب العدالة والتنمية السابقين يستعدون لإطلاق حزب جديد ينافس أردوغان وحزبه.

هو الآن يغازل سيد البيت الأبيض، لكنه يعرف أو لايعرف، أن دونالد ترامب سيمتطي ظهره، كما يمتطي ظهر كل حلفائه بما فيهم باعة الكاز العربي، وسيمتصه حتى الرمق الأخير، إذا كان قد بقي من رمق وهو سيصبح ورقة محروقة لامكان لها إلا المزبلة.

تذكروا، أن رأس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا المرحوم نجم الدين أرباكان، وفي عز أزمة سفينة مرمرة، وبعد مسرحيته مع المقبور شيمون بيريز في دافوس، ومحاولة رجب طيب أردوغان أن يظهر نفسه بأنه الخليفة العثماني الجديد قال عنه: أردوغان جاسوس صهيوني...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل