إيران تواجه أميركا من أوروبا الى الصين ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 28 آب , 2019 09:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم تعُد ساحة المواجهة عسكرية بين إيران وأميركا في الخليج خصوصاً في مضيق هرمز، بعد أن تبيَّن أن المدمرات الأميركية أدوات استعراض لإبتزاز الأنظمة النفطية مالياً في الخليج من جهة، ومن جهة أخرى بَدَت الإستعدادات الدفاعية الإيرانية غير متوقَّعة، وأذهلت حتى وكالة الإستخبارات الأميركية، واستُقبلت البارجة "لينكولن" بمئات الزوارق الإيرانية التي تجوب المياه الإقليمية الإيرانية مُحمَّلة بالصواريخ.

الحرب تحوَّلت الى إقتصادية استراتيجية بالنسبة لإيران، في مواجهة العقوبات الأميركية المُتصاعدة الضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، وأمام الإنصياع الأوروبي الجزئي للتعليمات الأميركية بوجوب تطبيق العقوبات على إيران، وجَّهت الأخيرة إنذاراً الى الدول الأوروبية الشريكة في الإتفاق النووي مُدَّته ستون يوماً، لجأت بعدها إيران نتيجة التخاذل الأوروبي في الإلتزام بالتعهدات، الى إعادة رفع تخصيب اليورانيوم وحررت نفسها من قيود اتفاق انسحبت منه أميركا، ولم تُطبِّقه الدول الأوروبية المعنية التي حاولت مُرغمةً، التضحية بفُرص التبادل التجاري والإستثماري مع إيران إرضاء لرغبات ترامب، الضاغط على أوروبا لتطبيق العقوبات.

ولأن الدول الأوروبية المعنية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا مُتمسِّكة بهذا الإتفاق، عادت المفاوضات مع طهران، ولهذه الغاية شاء رئيس الديبلوماسية الإيرانية محمد جواد ظريف أن يُفاجىء قِمَّة مجموعة السبع في جنوب فرنسا، وأن يهبط  كالقدر المكتوب على مكان تواجُد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حاملاً ردود بلاده على المقترحات الأوروبية بشأن تقريب وجهات النظر مع إيران للحفاظ على الإتفاق النووي، هذا الإتفاق الذي يتمسك به الإتحاد الأوروبي ويعتبره أنه الأفضل، سيما وأن إيران التزمت به بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرِّية، مما سهَّل إعادة التفاوض بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، الشريكة بالإتفاق النووي، هي الأحداث التي تٌعيق إبحار البواخر عبر مضيق هرمز، وبالتالي تأثير ذلك على إمداد أوروبا بالنفط لو اشتعل نزاع عسكري حول المضيق، إضافة الى أن الشركات الأوروبية الكبيرة، التي وضعت خطط تنفيذية للإستثمار في إيران بعد توقيع  الإتفاق النووي، وجدت نفسها في أزمة كبيرة نتيجة الضغوط الأميركية التي لم تُقدِّم لها بدائل استثمارية، وأن الإرتهان لسياسة ترامب سيدفع الإقتصاد الأوروبي أثمانه هديةً مجانية لأميركا.

واللافت في اختراق الوزير ظريف لِقمَّة مجموعة السبع، أنه بعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي، كان له لقاء مع الرئيس إيمانويل ماكرون وُصفت محادثاته بالإيجابية، خصوصاً أنها كانت بحضور مستشارين ديبلوماسيين ألمان وبريطانيين، وأعلن على إثرها ماكرون على هامش مؤتمر صحافي مع ترامب أنه يسعى الى بدء تفاوض إيراني – أميركي، ولم يُبدِ ترامب أية ردَّة فعل إيجابية أو سلبية عند سماعه لماكرون، ولو أن صمته دليل إيجابي من مسألة التفاوض، لكن الرئيس الإيراني أعلن بعد زيارة ظريف أن شروط التفاوض مع واشنطن هي في رفع العقوبات عن طهران.

ومن فرنسا، حيث أبدى زعماء دول مجموعة السبع خلال القِمَّة، ومن ضمنهم ترامب، رغبتهم بضرورة تخفيف التوتُّر مع إيران، طار الوزير ظريف الى الصين- التي تشهد علاقاتها مع الولايات المتحدة ما يشبه حرباً إقتصادية متبادلة حالياً، وفرض رسوم جمركية من الطرفين على الآخر على السِلَع المُستوردة، وأعلن ظريف من الصين أن إيران بصدد توقيع إتفاقيات تجارية مع  الصين تمتد لرُبعٍ قرن، وهو بذلك أعلن المواجهة مع أميركا من أوروبا الى الصين وأحسَن قطاف الفرصة الذهبية التي منحه إياها ترامب بسياساته الرعناء..

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل