آل خليفة يدمرون صوت "الوسط" في البحرين! ـ محمد دياب

الثلاثاء 11 حزيران , 2019 11:41 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مع هدم مركز تحريرها الواقع في شارع البديع، طوت صحيفة "الوسط" البحرينية آخر صفحاتها، بعد أن ظلّ مبناها صامدًا منذ إغلاقها في 5 حزيران 2017.

لم تكتفِ السلطات بقمع المنبر الإعلامي المعتدل والمتوازن الوحيد في المملكة الخليجية، بل أصرّت على طمس أثر هذه المؤسسة، فهُدم بناءٌ كان يضجّ بالحركة وب"صوت الحبر"، فلم يبقَ من "الوسط" غير أرشيف إلكتروني يؤمل أن لا تطاله يد العبث لسلطة آل خليفة، التي لا تحتمل الا طبول مطبليها الفار غة.

لم يبق في ميدان الحرية في المشيخة سوى اربع صحف يتقاسمها ديوان الملك وديوان نسيبه رئيس الوزراء.

سلطات المشيخة الملكية، لم تعد تحتمل حتى الصوت المعتدل، وهكذا بعد 15 عامًا منذ تأسيسها في 2002 إبّان ما سمي بالمشروع الإصلاحي، حيث قدّمت نفسها كصوت مستقل عن صوت السلطة وأكثر قربًا للناس، وظلت شاهدة على معاناة الناس وهمومهم المعيشية واليومية، كل ذلك جعل من "الوسط" صوتًا مُزعجًا ومُربكًا للسلطة، لكن تغطية "الوسط" لأحداث الشارع منذ اندلاع احتجاجات شباط/فبراير 2011 وانفرادها بنقل ما أرادت السلطة إخفاؤه والتعتيم عليه، كان هو الأشدّ إزعاجًا للسلطة، ما جعلها تستهدفها بأكثر من طريقة، انتهت بإعدام المبنى الذي ضج اعلاما حقيقيا وحرية.

وبحسب تقرير البحوث والدراسات الاستشارية "بارك" الذي يتخذ من دبي مقرًا له، فإن "الوسط" هي الأولى انتشارًا وتأثيرًا في البحرين "2012"، فيما صنّفها "مؤشر المصداقية الإعلامية" الصادر عن مؤسسة القرن المقبل في لندن بتاريخ 5 ايار 2012 بأنها الأعلى في مؤشر المصداقية للعام 2012.

وفي 22 تشرين الثاني 2011، حاز رئيس تحريرها الدكتور منصور الجمري على الجائزة الدولية لحرية الصحافة للعام 2011 (لجنة حماية الصحفيين - نيويورك)، وفي 5 أيار 2012 حاز رئيس للتحرير على جائزة "تحقيق السلام من خلال الإعلام" للعام 2012 (المجلس العالمي للصحافة - لندن).

"الوسط"ستبقى شابة ومعقلا للحرية، وغدا سيعرف آل خليفة "أي منقلب سينقلبون".

فتحية الى "الوسط" والزملاء اسرة تحريرها وعلى درب الحق والحرية سنستمر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل