الفرح في العيد عبادة

الإثنين 03 حزيران , 2019 02:44 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

الفرح في العيد عبادة

 

مضى شهر رمضان المبارك وأقبل العطاء الإلهي بفرحة العيد، ولا توجد فرحة للقلب أجمل من فرحة ينال بها رضا رب العالمين، وإنّ أصحاب العبادة لأشدّ فرحاً بثمرة أعمالهم من غيرهم مع فضل الله تعالى ورحمته، وحقٌ لأهل الإيمان أن يفرحوا ويهللوا بعد شهر مبارك كان خير أيام الدنيا، ذاق فيها المحبون طعم السعادة والهناء، فكان بعدها هذا الفرح بالعيد.

الإسلام دينُ الفِطرة جاء بما يناسبها وما ترتاح إليه وتسكن، واقتضتْ سُنة الله في خَلْقه ألاَّ تسيرَ وقائع الحياة على وتيرة واحدة، وألاَّ تستمرَّ في رتابة ثابتة، بل جعلَ التغيير والتنويع من السُّنن التي فَطَر عليها الحياة والأحياء، فكان في تشريع الأعياد ما يلبِّي حاجات الناس، ويتجاوب مع فِطَرهم؛ من حبٍّ للترويح والتغيير، ونزوعٍ إلى التجديد والتنويع، فشرع لهم عيد الفطر عقْب ما فَرَضَ عليهم من الصيام، إنَّ الأعياد وإن كانتْ من الشعائر التي توجد لدى جميع الأمم والشعوب، فإنَّ الأعياد في الإسلام تختلف في مقاصدها ومعانيها، وقد قَدِمَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، قال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنَّا نلعب فيهما في الجاهليَّة، فقال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى ويوم الفطر".

لا بدَّ أن نعلم أنه من المقاصد العظيمة التي شُرعتْ لأجْلها الأعياد في الإسلام تعميق التلاحُم بين أفراد الأُمَّة الواحدة، وتوثيق الرابطة الإيمانيَّة، وترسيخ الأخوَّة الدينيَّة بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ مصداقًا لقول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشدُّ بعضه بعضًا".

فالعيد في الإسلام لا يختص به بلدٌ دون آخر، ولا أُناس في مكان ما دون غيرهم، بل يشترك فيه المسلمون جميعُهم في شتى البقاع والأماكن، حيثما كانوا وحيثما وجدوا، طالما انتسبوا لهذا الدين، وكانوا في عِداد المؤمنين.

العيد في الإسلام مظهرٌ من مظاهر الفرح بفضْل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، ووحدة الكلمة، وتجديد الحياة.

فلنشارك أهلنا والمسلين هذه الفرحة والعطاء من الله، ولنضع على قلوب أطفالنا وأهلينا ومعارفنا وجيراننا وأصدقائنا مروجاً من أزهار الحب والتسامح والتواصل والإخاء، إنّه العيد فرحة وعبادة.

فلا تضيعوا هذا فرحة العيد بما تمروا به من الهموم فالرضا بها عبادة تأجر عليها، وزرع الفرح والسرور بقلوب العباد عبادة جليلية وعظيمة كذلك.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل