رمضانيات ... وقفات مع انتصاف رمضان

الأحد 19 أيار , 2019 02:35 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

وقفات مع انتصاف رمضان

 

قبل أيام كنا ننتظر شهر رمضان المبارك واليوم هذا رمضان قد مضى منه شطرُه أو قارب، فهل سأل سائلٌ منا نفسه: أين أنا من الخير في شهر الخير؟ هل كنتُ من طلابه، العاملين بأسبابه، الداخلين مع أبوابه؟ فإن كان كذلك فطوبى له، وإن كان بخلاف ذلك، فماذا ينتظر؟! أينتظر أن يقال: غدًا العيد، وهو لم يقدم من الخير شيئًا؟! أينتظر أن يخرج الشهر وقد رغم أنفه ولم يغفر له؟!

ألا فرحم الله امرأً حاسَبَ نفسَه، وقد انتصف شهرُه، فنظر فيما مضى، وعمل لما يأتي؛ فإنْ كان محسنًا ازداد، وإن كان غير ذلك رجع ولم يتمادَ.

قد مضَى من رمضان صَدرُه، وانقضَى منه شطرُه، وقارَب أن يكتملَ منه بدرُه، فرصةً تمرُّ مرَّ السَّحاب، ولِجُوا قبلَ أن يُغلَق الباب، اجتهدوا في الطاعة قبل انقضائِه، وأسْرِعوا بالمتابِ قبل انتهائِه.

شمس تغرُب، وشمس تُشرِق، ساعاته تَذْهب، وأوقاته تُنهَب، وزمانه يُطلَب.

وقفات لاغتنام رمضان قبل رحيله

الوقفة الأولى: حتى لا نُصاب بالفُتور في رمضان

من المُشاهَد أنَّ الناسَ في العادة يَنشَطُون في أيام رمضان الأولى في العبادة، لكن إنْ هي إلا أيَّام ليُصبحَ رمضان عندَ كثيرين رتيباً.

لذلك لابدَّ مِن دواء لفتورها، وعلاج دائها:

1- استحضر النية أثناء صومك: فأنت تصوم فيجوع بطنُك وتظمأُ كبِدك لله واستجابةً لله، وتلبيةً لأمر الله.

تذكَّر أنَّ باب الريان في الجنة ينتظرك، أفلا تحبُّ الدخول منه، جعَلَنا الله وإياك ممَّن يزاحم على بابه، يقول حبيبك صلى الله عليه وسلم في باب الجنة: «ما بين مِصْراعيه مسيرةُ أربعين سَنَة، وليأتينَّ عليه يومٌ وإنَّه لكظيظٌ بالزحامِ»

2- نوِّع العبادةَ في أيام هذا الشهر: صيام، قيام، تلاوة قرآن، إطعام، إنفاق، بِرّ، صِلة، وأبواب الخير كثيرة.

3- حاسِب نفْسَك على مُضيِّ هذه الأيَّام والليالي: وتفقَّد أمْرَك في تلك الساعات الغوالي، وانظرْ ما قدَّمتَ في أيامها الخوالي.

4- تذكَّر أنَّ رمضان إذا ارْتَحل فلن يعود: إلا بعدَ أحدَ عشرَ شهرًا، وهل يعود عليك وأنت فوقَ الأرض حيًّا أو في باطنها ميتًا؟ وهل يعود عليك صحيحًا أو مريضًا؟ كل ذا عِلمُه عندَ الله، فالفُرصةُ الآن بساحتِك فلا تضيِّعها.

 

الوقفة الثانية: احذرْ لصوصَ رمضان

إنَّهم سُرَّاق رمضان، تكاد صدورُهم تتميَّز غيظًا وحنقًا يومَ أنْ رأَوْا قوافل التائبين في رمضان، فأجْلَبوا بخَيْلهم ورَجْلِهم عبْرَ الفضائيات في برامجَ فيها من المحرَّمات والفِتن والشهوات.

نعم، سرَقوا من كثيرٍ من الصائمين القائمين رَوعةَ رمضان، ولذَّةَ رمضان، والعُتْب كلّ العتْبِ على مَن رضِي لهؤلاء اللصوص أن يَسرِقوا منه رمضان.

فحُقَّ للمسلم  منهم الفرار، ووجَب مِن فِتنهم الحذر، رَزَقنا الله جميعاً الذِّكرى والادِّكار، والجَنَّةَ دار القَرَار.

 

المصدر: وكالات

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل