نظرات في الإعجاز القرآني...{مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}

السبت 18 أيار , 2019 10:44 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

بعدما كان الصادق الأمين نعتوه بالجنون، فكيف بمجنون يكون صادقاً وأميناً؟، هذا هو حال الجاحدين المنكرين للنعم المتكبرين على الحق، الكارهين له، عندما صدع بالحق وتلا ما جاءه منه شاط المشركون غضباً، لتكون التهمة جاهزة بالجنون، فيبتعد عنه المؤمنون بحقه، لكن الله سبحانه وتعالى أيده ونصره بجنده لتكون الغلبة للحق على الظلم وأتباعه، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز مبيناً ما كان يطلقه عليه المشركون عقب صدعه بالحق: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} سورة الحجر – الآية السادسة، ليأتي الرد من قبل المولى تبارك وتعالى مؤنساً لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍۢ وَلَا مَجْنُونٍ} سورة الطور – الآية 29، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسيره لقوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} سورة القلم – الآية الثانية: الخطاب هنا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهنا يبرئ الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فالجنون: هو علة تعتري العقل فتسلبه، وهناك فرق بين الإغماء وبين الجنون، فالإغماء: هو علة تعتري العقل فتغلبه.

ما سبب الافتراء على النبي واتهامه صلى الله عليه وسلم بالجنون؟ ومتى؟

عندما نزل سيدنا جبرائيل عليه السلام على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأشار له بأن يقرأ، ثمّ أخذه وضمه وعلمه كيف يتوضأ وكيف يصلي ركعتين بالركوع والسجود، فنزل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السيدة خديجة رضي الله عنها وقال لها: زمليني زمليني، ثمّ أخذته إلى ابن عمها ورقة، قال له ورقة: والله إنّه الناموس، سأل النبي صلى الله عليه وسلم وما الناموس؟، قال ورقة: هذا الذي يأتي الأنبياء من قبل، ياليتني أكن معك وأعش إلى جانبك إذ يخرجك قومك، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أومخرجي هم؟ قال ورقة: والله ما بعث نبي بمثل ما بعثت به إلّا وأوذي وأخرج من داره، انتشر الخبر في قريش وبدأ الناس يقولوا محمد مجنون، رد الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} سورة القلم – الآية الثانية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل