"هيئة البث الإسرائيلية" : ترامب يلمّح إلى مشاركة تركية في غزة و"إسرائيل" تضع شروطاً

الأربعاء 31 كانون الأول , 2025 07:58 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

أفادت "هيئة البثّ العام" الإسرائيلية بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمّح، عقب لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى إمكانية مشاركة تركية في ترتيبات "اليوم التالي" في قطاع غزة، من دون تبنّي فيتو إسرائيلي علني على هذا الدور، في وقت وضعت فيه "تل أبيب" شروطاً سياسية لأي انخراط محتمل لأنقرة.

وبحسب "الهيئة"، فإن تصريحات ترامب بعد اللقاء الذي عُقد في منتجع "مار-أ-لاغو" في ولاية فلوريدا أخرجت إلى العلن نقاشاً كان يجري سابقاً خلف الكواليس بشأن احتمال إشراك تركيا في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، مانحةً للمرة الأولى غطاءً علنياً لفكرة لم تكن مطروحة بشكل مباشر.

وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد أشارت، قبل الزيارة، إلى أن وسطاء إقليميين تقودهم أنقرة والدوحة يمارسون ضغوطاً لدمج تركيا ضمن قوة دولية تهدف إلى تثبيت الاستقرار في قطاع غزة.

ووفق هذه التقديرات، لم تعتمد "إسرائيل" موقف رفض قاطع، بل بلورت مقاربة حذرة تقوم على الاستعداد المبدئي لفحص الفكرة ضمن شروط سياسية واضحة.

وخلال مؤتمر صحافي، سُئل ترامب مباشرة عمّا إذا كان يتوقع نشر قوات تركية في غزة، فتجنب نفي الأمر بصورة قاطعة، مكتفياً بالتأكيد على علاقته الجيدة بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ومشيراً إلى أن الموضوع "سيُبحث لاحقاً"، مع إبداء إشارات إيجابية تجاه تركيا من وجهة نظره.

"إسرائيل" تربط أي دور تركي في غزة بتغيّر سياسي ودعم أميركي في ملفات أخرى

واعتبرت أوساط إسرائيلية، بحسب "هيئة البثّ العام"، أن هذا الموقف يشكّل مؤشراً مهماً، إذ إن ترامب لم يتبنَّ علناً فيتو إسرائيلياً على الدور التركي، ولم يرسم خطاً أحمر يمنع مشاركة أنقرة، حتى ولو كانت محدودة أو رمزية، ما أبقى الاحتمال مطروحاً على طاولة البحث.

وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن الملف شديد الحساسية، في ظل النظر إلى تركيا، بقيادة إردوغان، كطرف إقليمي إشكالي، ولا سيما بسبب مواقفها وتصريحاتها الحادة ضد "إسرائيل" منذ اندلاع الحرب. ولهذا، فضّل نتنياهو عدم الدخول إلى اللقاء مع ترامب بموقف "لا" مطلق، من دون تقديم موافقة تلقائية على أي دور تركي.

وبحسب المصادر نفسها، فإن الصيغة الإسرائيلية تسمح بهامش مرونة محدود فقط، إذ إن أي رفع للفيتو عن مشاركة تركيا مشروط بتغيير تركي ملموس، يشمل "تصحيحاً" أو توضيحاً علنياً للتصريحات المعادية لـ"إسرائيل"، إلى جانب إعلان واضح عن تغيير في السياسة التركية تجاهها.

وفي السياق الأوسع، ربط مراقبون، نقلاً عن "هيئة البثّ العام" الإسرائيلية، بين الانفتاح الأميركي النسبي على الدور التركي في غزة وبين الدعم الأميركي الذي عبّر عنه ترامب لـ"إسرائيل" في الملف الإيراني، إذ وجّه خلال اللقاء نفسه تهديدات صريحة لإيران، متعهداً بعمل عسكري في حال تقدّم برنامجها النووي أو الصاروخي.

ويعكس هذا التلازم، وفق التقديرات الإسرائيلية، إدارة اللقاء بمنطق التوازنات والتفاهمات المتبادلة، من خلال مرونة إسرائيلية محسوبة في ملف، مقابل غطاء أميركي قوي في ملفات أخرى أكثر حساسية، ما يعزز الانطباع بأن قمة "مار-أ-لاغو" جاءت في إطار صياغة تفاهمات سياسية أوسع ومتعددة المسارات.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل