اليمين المسيحي... وإشعال الحرب الأهلية الثانية ــ د. نسيب حطيط

الإثنين 08 كانون الأول , 2025 11:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يستمر اليمين المسيحي المتحالف مع "إسرائيل" في إذكاء نيران الحرب الأهلية الثانية، بعد 50 عاماً على إشعال الحرب الأهلية الأولى التي لم تنتهِ بعد، والتي تسببت بمئات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى ومهجرين، وخرّبت اقتصاد لبنان، وفتحت الباب أمام الاجتياح "الإسرائيلي" الأول عام 1978، والثاني عام 1982.
يحاول هذا "التيار العميل" استثمار هذا الوضع في اجتياحه الثالث المستمر في عام 2024، حيث يتبنى زعيمه أفعال إسرائيل ويصف عدوانها الوحشي بـ"حرب قطع رؤوس الأفاعي"، ويدعو إلى استكمال هذا التوحش لتأسيس حلم بشير الجميل المتمثل في "الوطن الحلم". ويُذكر أن حلم بشير الجميل كان يراوده وهو تحت حماية "شارون" و"بيغن"، وانتُخب رئيساً للجمهورية بأصوات الدبابات الإسرائيلية والتهديد والوعيد، وهذا ما يحلم به وريثه الذي يصر على إبادة الإخوة المسيحيين في لبنان، مبشراً بأنه "بعد أن تقطع رؤوس الأفاعي يصبح التخلص من الذيول والبقايا والرواسب والمنتفعين أكثر سهولة... وأكثر سهولة بكثير".
بعد أيام قليلة من زيارة قداسة البابا وإطلاقه نداء السلام والتعايش الوطني المشترك من ساحة الشهداء، لم يجد هذا النداء صدى لدى بعض القادة المسيحيين الذين توغّلوا في الاتجاه المعاكس والمناقض، متوعدين بقطع رؤوس الأفاعي، وأعلنوا أن اليد "الإسرائيلية" التي اغتالت وقصفت هي يدهم، كما هم يدها في الداخل اللبناني خلال الحرب الأهلية الأولى، وفي مجازر صبرا وشاتيلا، وفي أحداث الجبل، وفي المهام البشعة والقذرة التي ينتظرون البدء بها لحصار المقاومة من الخلف وإشعال النار الطائفية والمذهبية.
من سينقذ المسيحيين من قائد حرب الأفاعي؟
من سينقذ المسيحيين من قائد المجازر المتنقلة والحروب الخاسرة التي هجّرت المسيحيين من كل منطقة خاض فيها حرباً، وجمعهم الآن في محطة الترحيل الأخيرة؟
من سينقذ لبنان بطوائفه وأحزابه من اليد "الإسرائيلية" التي تسعى لإشعال الفتنة والحرب الأهلية؟
لم يبقَ من مسيحيي الشرق ذوي القوة والكيان والتمثيل والسلطة سوى مسيحيي لبنان؛ فالرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي هو رئيس جمهورية لبنان، فبعد تهجير "إسرائيل" للمسيحيين من فلسطين وتهجير الجماعات التكفيرية لهم في العراق وسوريا، يبدو أن المؤامرة "الإسرائيلية" والماسونية ضد المسيحية "كديانة" تتقدم وتستمر للقضاء على "المسيحية المشرقية"، بعد تدجين "المسيحية الغربية" وتهجينها وتهجير ما تبقى من مسيحيي لبنان، أولئك الذين لم يستفيدوا من تجربتهم في التحالف مع "إسرائيل" خلال الحرب الأهلية أو اجتياح 1982 أو في "جيش لحد"، حيث ناشدهم قادته أن يعلموهم في حال الانسحاب، وأن يضمنوا أمنهم ووجودهم في لبنان، فتركوهم دون إخبارهم بعد عشرين عاماً من العمالة وخدمة المشروع الصهيوني.
 تفرّ المقاومة وطائفتها من الفتنة الداخلية، وتتحمل الإهانات والتنمر والتجاوز على عقيدتها وثقافتها، والشماتة بها، ودعوات بعض اللبنانيين العملاء للعدو "الإسرائيلي" بتدمير ما تبقى من قرى شيعية، وقتل من لا يزال حياً، ومنع تأجير المهجّرين الشيعة  ولا زلنا نصبر لأكثر من عام حتى اعتقد بعض الجبناء العملاء أننا ضعفاء ويتامى لا نستطيع الرد وقطع الأيدي والألسن التي تتناول شهداءنا وتضحياتنا وتسخّف مقاومتنا وانتصاراتنا، مما دفعهم للكذب على أنفسهم وعلى الناس والتباهي بأنهم اجتازوا المرحلة الأصعب من معركتهم ضد المقاومة. صحيحٌ أن المعركة صارت أسهل بكثير بعد كشف الوجوه وتمزيق الأقنعة، وإعطاء المبرّرات للمقاومة لقطع أيدي وألسن "الإسرائيليين" الذين يحملون الجنسية اللبنانية، أعضاء "جبهة إسناد إسرائيل في لبنان"، ومواجهة هذه الجماعات "الإسرائيلية" في لبنان ليست فتنة طائفية، بل هي جزء من المعركة مع الجيش "الإسرائيلي"، وكما كانت مقرّات "الموساد" أيام بشير الجميل في المناطق الشرقية، يبدو أنها أصبحت تعشش حيث توجد مقرات "قوات قائد قطع رؤوس الأفاعي".
 فليتحد اللبنانيون لإنقاذ الأخوة المسيحيين ولبنان من الأفعى الصهيونية التي تريد صلب السيد المسيح (عليه السلام)، والمسيحيين واللبنانيين على نجمة داوود... 
سَيفشلون وسَيُهزمون، وسيعودون إلى السجن ثانية وهم يحملون وسام المعارك الخاسرة... لا سامح الله من "عفا عنه" ورضي بذلك...
لقد تجاوزنا المرحلة الأصعب، وأصبح الرد على العملاء أسهل بكثير... أسهل بكثير...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل