أقلام الثبات
حتماً ستكثر التحليلات والتأويلات حول ضم شخصية مدنية الى اللجنة الخماسية (اللجنة التقنية العسكرية)، كما لن يسلم السفير السابق سيمون كرم من السياق سواء سلبا ام ايجابا، وذلك في سياق الثقافة السياسية اللبنانية المتهرئة.
السؤال المركزي الذي يجب طرحه يتوزع منه العديد من التساؤلات:
1ـ هل حدد لبنان الإطار الذي سيشارك في خوضه الممثل المدني اللبناني في الاجتماعات كرئيس للوفد اللبناني؟
2ـ ما هو السقف الذي يمكن للمفاوض اللبناني ان يصل اليه ولا يتخطاه سيما ان العملية تجري مع عدو مجرب في عمليات التفاوض , والتنصل من موجباتها ساعة يشاء, وهو المتخم بالتجارب المرة منذ انشائه على ارض فلسطين، والتوسعات التي حصلت منذ ذاك التاريخ وصولا الى اليوم، والتهرب من تطبيق الاتفاقات ذات الصلة، واهمها قرارات مجلس الامن الدولي التي تقر في بعضها حقوقا للشعب الفلسطيني مثل القرار 181، 242 و338 وغيرها , ولاحقا ما عرف باتفاق اوسلو الذي سلخ الكثير من الحقوق الفلسطينية , واليوم الاتفاق بشأن غزة, ومحاولة الاستيلاء على الضفة الغربية..
3ـ لم يعرف الشعب اللبناني على ماذا سيجري التفاوض, وهل هناك بدائل في حال لم يحصل نتائج تجزم بوقف العمليات العدوانية والانسحاب الاسرائيلي الى خلف الحدود الدولية حقا, وإطلاق الاسرى والمخطوفين اللبنانيين , وتتمة اتفاق 27 تشرين ثاني 2024؟
4ـ هل ضمن الحسابات اللبنانية تلك التجربة التي كادت تفجر الوضع الداخلي , عندما قبلت الحكومة بورقة الاميركي - الصهيوني توم براك والاقرار بانها ورقة اميركية خالصة , لا شأن للسيادة الوطنية بها لا من قريب ولا من بعيد , وزلا ضمانات بشأنها من صاحبها الذي قال انها منسقة مع اسرائيل , وقد رفضها نتنياهو المرابي علنا بعد اقرارها على المستوى الرسمي اللبناني؟ بمعنى اخر هل لنان محتاط لعملية القضم السياسي من جانب العدو وتحت القتل والاغتيال والتدمير؟
5ـ ربما الصحيح, ان لبنان الرسمي والسياسي والشعبي , اكتشف ان الراعي لهذه العملية , أسفر بوقاحة عن انحيازه الكامل الى جانب العدو ومارس ضغوطا هائلة على لبنان للخضوع الكامل للاحتلال الاميركي السياسي المسنود الى الترويع بأداة القتل "الاسرائيلية"، ولذا هل يمكن فصل استجابة لبنان للطلب الاميركي بالقبول بالتفاوض المباشر بضم مدنيين الى "الميكانيزم"، من دون شرط واضح؟
6ـ يمكن الاستعانة بالبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية في ضم السفير السابق سيمون كرم الى اللجنة بحيث اورد انه "تجاوبا مع المساعي المشكورة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة اللجنة التقنية العسكرية للبنان، المنشأة بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية تاريخ 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، وبعد الاطلاع من الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الإسرائيلي ضم عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة".
التساؤلات يبدو انها ليست في الحسابات "الاسرائيلية"، ولكن تعتمد ترجمتها على قدرة المفاوض اللبناني في الوصول الى ترجمة اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 في سياق تنفيذ القرار 1701, سيما ان العدو الذي عين ايضا شخصية غير عسكرية لكنها امنية - القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي، وهو الذي سيقود العملية وحدد نتنياهو اهدافا يطمح الى تحقيقها باعتبار: “هذه محاولة أولية لإرساء أساس للعلاقة والتعاون الاقتصادي مع لبنان.
ما عناه نتنياهو يجزم بحصول اتفاق سياسي ناجز والا كيف تكون هناك علاقات اقتصادية بدون علاقات سياسية , لا بل انه متيقن بان لبنان يريد ذلك وهوما فسره وزير الاقتصاد والصناعة "الاسرائيلي" بقوله: سندرس اقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل ايجابي، لكن الاولوية التأكد من ازالة التهديد الامني.
من الواضح تماما ان التهديد الامني المستمر وغير المتوقف حتى الان من جانب العدو الاسرائيلي , وهذا لا يحتاج الى تفسير او شهود , فكل بيانات القوات الدولية اعلنت ذلك صراحة وان كل الانتهاكات من جانب واحد وهو قوات الاحتلال , واللافت هو كلام رئيس الحكومة نواف سلام بإن لبنان مستعد للدخول في مفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل، معتبرا أن خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى لجنة "الميكانيزم" خطوة محصنة سياسيا وتحظى بمظلة وطنية، وحسنا لفت سلام اذا احسنا النوايا , إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب بعيدا في توصيف هذه الخطوة، مؤكدا في الوقت نفسه أن لبنان ليس بصدد الدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل، وأن مسألة التطبيع تبقى مرتبطة بالمسار الشامل لعملية السلام.
من الارجح ان هناك محاولة لبنانية للتبريد باتجاهين , الاول محاولة الالتفاف على لغة التصعيد التي شهدت ضخا غير مسبوق بان العدوان بات قريبا على لبنان الحرب واقعة بين ساعة وساعة مع تأكيد سلام بان الدولة استعادت قرار الحرب والسلم ,
والثاني , وقف الهيجان الداخلي المرتبط "بإسرائيل" , والمتماهي معها في كل طروحاتها , ولو ادى الامر الى احتراب داخلي ,يخدم الكيان الصهيوني الذي لا يوفر فرصة في التأجيج .وبات القوى المتماهية مع اسرائيل واضحة للجميع , والدلائل كثيرة , ليس أحقرها التهديف على الجيش اللبناني وقائده، وعلى رئيس الجمهورية خوفا من ضمورها سياسياً.
مفاوضات الإرادة والإدارة اللبنانيتين.. والأهداف "الإسرائيلية" ــ يونس عودة
الخميس 04 كانون الأول , 2025 11:17 توقيت بيروت
أقلام الثبات
التاريخ يُعيد نفسه... هزيمة وعمالة... ومقاومة ــ د. نسيب حطيط
التحالف الأمريكي - "الإسرائيلي"... وتفكيك "الهلال الشيعي" _ د. نسيب حطيط
سنة على إسقاط الأسد وسقوط سوريا ــ أمين أبوراشد