أقلام الثبات
لم نكن نحن الشيعة اللبنانيين ندرك أننا نعيش وسط مجموعات موالية "لإسرائيل" أو ضمن جبهة لبنانية مساندة لها، وكنا نعتقد ونتعامل مع بقية الطوائف والأحزاب على أنهم إخوة وأصدقاء وجيران وشعب واحد ومواطنون متساوون، إلى أن أعلنت المقاومة اللبنانية مساندتها للمظلومين في غزة وفلسطين، وتعرضت مع طائفتها المقاومة لأشد الحروب وأبشعها في تاريخ الصراع العربي - "الإسرائيلي"، ولا تزال طائفة بأكملها تحت وابل القصف "الإسرائيلي" وخناجر من يتواطؤون مع "إسرائيل" من اللبنانيين.
لا ندرك مصدر هذا الحقد والكراهية والغدر الذي يواجهه "الشيعة اللبنانيون" من شركائهم في الوطن؛ هؤلاء الذين يدعون العدو "الإسرائيلي" والجماعات التكفيرية لقتل الشيعة وتهجيرهم، فنرى سياسياً من "عائلة فاشية" أشعلت الحرب الأهلية يدعو "إسرائيل" لضرب الشيعة، لكي ينعم هو "بالعيش يومين متل الخَلق"! وآخر يتهم الشيعة بالتخلف والجهل، ويزعم أنهم ما زالوا يعيشون في العصر الحجري، وانهم بلا عقل! ولبناني آخَر موالٍ "لإسرائيل" يصرّح بأن "إسرائيل" ليست عدوّاً، بل العدو هو حزب الله!
وهناك من تقول لا بد من نزع العقيدة وليس السلاح، فالعقيدة أشد خطراً من السلاح!
ونائب ينتمي إلى جهات اشتهرت بالمجازر والقتل والخطف والعمالة يقول إن ثقافة المقاومة تناقض ثقافته! وآخرون يستنكرون تأخر "الصيد"، ويقصدون بذلك تأخر "إسرائيل" في اغتيال المقاومين!
والبعض ينصح "إسرائيل" بعدم توجيه تحذير قبل القصف، حتى تقتل أكثر!
وآخر يتمنى أن تقصف "إسرائيل" الشيعة وتنهيهم قبل زيارة البابا، معتبراً أن الأفضل للبابا هو إلغاء زيارته لإفساح المجال "لإسرائيل"!
تتنافس أطراف "جبهة إسناد إسرائيل" في لبنان على الطعن والخيانة في حق المقاومة، ويتسابقون لنيل وسام العمالة، ويعملون كمخبرين للعدو "الإسرائيلي"، فيصرحون ويتتبعون أثر السلاح والمقاومين، ويقدمون معلومات عن مخازن السلاح، بناء على معلومات كاذبة ومزوّرة، وتتعاون الحكومة وأجهزتها مع "جبهة إسناد إسرائيل"، ويتعاملون مع الطائفة الشيعية على أنها ضعيفة ومُستضعفة، ومشلولة، ويتيمة، معتقدين أنهم يستطيعون فرض قراراتهم عليها، بعدما لمسوا صمتها وصبرها، وظنّوا أن الصمت ضعف وخوف، وليس حكمة وحرصاً على الوطن.
أيها العملاء والأغبياء، نذكركم بأن الشيعة لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد أي قرية مسيحية خلال الحرب الأهلية، بل اعتصم قائدهم الإمام الصدر لحماية المسيحيين في البقاع..
لم يهجّر الشيعة أي قرية مسيحية في البقاع ، على الرغم من أنكم أنتم من هجّرتم الشيعة من النبعة وبرج حمود وارتكبتم المجازر..
لم ينتقم المقاومون الشيعة من "عملاء لحد" في الجنوب ولم يقتلوا أحداً، ولم يحرقوا حقلاً، ولم يدمروا بيتاً، بل قالوا لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"... فلماذا هذا الحقد وهذه الكراهية؟
لقد تجاوزتم وتساويتم في الحقد والكراهية مع العدو "الإسرائيلي" ضد المقاومة وطائفتها!
أنتم "جبهة إسناد إسرائيل" في لبنان، النسخة الجديدة من "جيش لبنان الحر" بقيادة سعد حداد وأنطوان لحد، والآن بقيادة مشتركة من اليمين المسيحي وبعض الطحالب السياسية من الطوائف الأخرى، التي تبحث عن دور أو تسعى لحماية نفسها ومصالحها.
أيها العملاء... صحيحٌ أننا وحدنا في الميدان، وقد خذَلنا الجميع، ولا ناصر لنا ولا معين إلا الله، وشجاعة أبطالنا في الميدان، وصبر أهلنا وصمودهم في هذه السنوات العجاف، وقد قاتلنا في كل ساحة كان فيها مظلوم، وكان لنا القدرة على المساعدة، لكن الجميع تركنا وحدنا، ولسنا نادمين على ما فعلناه، ولسنا خائفين مما يجري وما سيحدث، فنحن قادرون بحول الله وقوته أن نبقى أعزاء أحياء، ولو استُشهد منا الكثير.
أيها العملاء الذين تعملون في "جبهة إسناد إسرائيل" من لبنان، لقد تماديتم وتجاوزتم كل الحدود، ولا زالت لدينا القوة التي في حدها الأدنى تستطيع أن تفرض معادلة "لن نقبل أن يبتسم لبنان، ويبقى جنوبه متألماً"، وأن لا يبقى البكاء في بيوتنا ولا الدمار، ولن نبقى نشيّع جنائزنا وشهداءنا وأنتم ترقصون على دمائنا!
اليوم سفكت "إسرائيل" الدم اللبناني والفلسطيني المقاوم... وعلى الأحرار المبادرة لتشكيل جبهة مقاومة لبنانية فلسطينية – سورية - عربية بمواجهة المشروع "الإسرائيلي" - الأميركي... وجبهة إسناد "إسرائيل" في لبنان.
الدفاع عن العقيدة والمشروع المقاوم مسؤولية كل قادر ومُستطيع، فإذا قصّرت بعض الأحزاب، أو تأخرت، فواجب كل حرٍّ أن يبادر... ويبدو أنه لا مفرّ من أن تشتعل النار بالجميع... ولا تبقى في دار واحدة..
جبهة إسناد "إسرائيل"... والحقد على المقاومة ــ د. نسيب حطيط
الأربعاء 19 تشرين الثاني , 2025 09:28 توقيت بيروت
أقلام الثبات
عودة أحمد الشرع من البيت الأبيض لتقسيم البيت السوري ــ أمين أبوراشد
إلى السيناتور المتعجرف: لبنان وجيشه أكبر من ضجيج واشنطن ـ محمد دياب
لبنانيون يشنّون حرب الإسناد "لإسرائيل" ــ د. نسيب حطيط