أقلام الثبات
يحشد العرب أنظمتهم واجهزتهم الأمنية وأموالهم وإعلامهم ضد المقاومة بالتعاون مع العدو "الإسرائيلي" وتنفيذًا للأوامر الأمريكية، مع أن المقاومة لم تشن حربًا عليهم أو تهاجمهم، وليس لها حدود مشتركة معهم سوى حدود القيم من الدين والنسب واللغة.
يتنافس هؤلاء العرب مع "إسرائيل" لإعدام المقاومة، دون أي ذنب وجريمة، مع أننا نحن آخر المقاومين في هذه الأمة التي توشك على الزوال، فلم يعد هناك أمة عربية ولا عالم عربي ولا شعوب عربية حقيقية، وقد قامت "إسرائيل" بتغيير اسم العالم العربي الى "إسرائيل الكبرى"، وتسمّيه أمريكا "الشرق الأوسط الأمريكي الجديد"، وتطلق إيران عليه اسم "غربي آسيا"، بينما يقسمه العرب أنفسهم بين العرب الأغنياء في الخليج والعرب الفقراء في مصر والسودان وموريتانيا وعرب بلاد الشام، الذين بدأت تحكمهم الجماعات التكفيرية.
لم يبقَ من العرب إلا اسمهم المرتبط بالجاهلية قديمًا، وبراميل النفط والجمال حديثًا، كما نصحهم وزير "إسرائيلي": "استمرّوا في ركوب الجمال في الصحراء"
لم تطلق المقاومة اللبنانية أي رصاصة أو صاروخ ضد العرب، ولم تقم بعمليات داخل دولهم، ولم تنهب أو تقتل أو تفجر أي منشأة لديهم، بل في بعض الأحيان كانت تمدحهم وتُثني عليهم وتمد يدها للمصافحة، فيستلّون خناجرهم ليقطعوها ولا تتدخل المقاومة وطائفتها في شؤونهم، ولم تتدخل في انتخاباتهم أو تعيينات ملوكهم أو أمرائهم أو رؤسائهم ، بينما يترك هؤلاء دولهم وشعوبهم ويتفرّغون لإدارة الانتخابات اللبنانية بهدف أساسي هو منع تمثيل المقاومين، مستخدمين في ذلك المال والإعلام والقوانين الهجينة، رغم أن مجلس النواب المعني هو مجلس النواب اللبناني وليس مجلس أي دولة عربية أخرى، والسؤال هو: من أعطاكم هذا الحق؟
يُسخّر العرب جميع قنواتهم الفضائية والمرتزقة من الإعلاميين متعدّدي الجنسيات ،لشن حروب إعلامية ضد المقاومة، حتى كادت نشرات أخبارهم وبرامجهم وتقاريرهم، ليلًا ونهارًا، تنحصر في المقاومة وتحطيمها ولا يقطع هذا السرد إلا نقل مباشر لخطاب مسؤول "إسرائيلي" يقاتل في غزة ولبنان ويقصف اليمن وإيران ويحتل رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو شاشاتهم في مؤتمراته الصحفية التي يعلن فيها القصف والقتل والتدمير، والأسوأ أنهم ينقلون تصريحاته وإعلانه عن "إسرائيل الكبرى" التي تشمل دولهم.
لا تستيقظ جامعة الدول العربية إلا للتهويل والتهديد ضد المقاومة في لبنان ولإقناعنا بعبثية مقاومة "إسرائيل" التي لا تُقهر، بينما تصمت عن جرائم "إسرائيل" في غزة ولبنان واليمن وتقتلهم ولا يصل الموفدون العرب إلا للضغط على المقاومة، بذريعة النصيحة حتى لا تقتلنا "إسرائيل"، ويقومون بدور المروّعين الذين يحذرون من الويل والثبور إذا لم نسلّم سلاحنا في لبنان، لكنهم لا ينطقون بكلمة واحدة استنكارًا للقصف "الإسرائيلي" والاغتيالات والاحتلال.
أيها العرب، أيها الأعراب، أيها العاربة، أيها المستعربة: بأي ذنب أو جريمةٍ تريدون قتلنا؟ فديننا واحد، ونسبنا واحد، ولغتنا واحدة، ونحن لم نحتل أرضكم ولم نطلق الرصاص بوجهكم، فلماذا تقتلوننا؟
أيها العرب، أيها الأعراب، أيها العاربة، أيها المستعربة، أيها "الإبراهيميون الجدد" الذين استبدلتم القرآن الكريم بـ"اتفاقات إبراهام"، نحن آخر المقاومين في هذه الأمة... نحن آخر جذع لشجرة الكرامة والحرية والشرف... نحن آخر حماة للدين، للإسلام القرآني والنبوي... فلماذا تقتلوننا؟
لا نستغيث بكم ولا نطالبكم بنصرتنا أو مساعدتنا، بل نطالبكم بعدم المشاركة في سفك دمائنا مع "إسرائيل" وأمريكا والتكفيريين.
نحن لا نوجه نداء استغاثة، بل نداء تنبيه، فلسنا ضعفاء، مع قلّة عددنا، ولسنا أذلاء، رغم جراحنا... نحن شرف هذه الأمة والبقية الباقية من دينها وكرامتها وحريتها ويكفينا شرفًا ومجدًا أن أمريكا تحشد العالم ضدنا، بما فيهم أنتم، وما زلنا نقاوم، فإن قُتلنا فنحن شهداء أعزاء، وإن صمدنا بقينا أحياء أعزاء، أما أنتم فستكونون عبيدًا "للّات الأمريكي" و"العُزّى الإسرائيلي"، ونقول لكم كما قال الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء: "إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارًا في دنياكم".
أيها العرب ،العاربة، المستعربة ،الأعراب: غادروا جاهليتكم ولا تقتلوا "المقاومة"، لأنها انثى "لغويا"، فهي تعطيكم الكرامة، ولا تجلب العار لكم، ونذكّركم ان "إسرائيل" "أنثى" لغويا... لكنها تغويكم وتستعبدكم.
أيها العرب: لا تقتلونا... فنحن آخر المقاومين ــ د. نسيب حطيط
السبت 01 تشرين الثاني , 2025 10:02 توقيت بيروت
أقلام الثبات
المرتزقة لا يتغيرون .. كيف تُغسل "الكرامة" ويباع "الشرف" بالنفط؟ ـ محمد دياب
عائلة الحريري تلعب بزهرة المارغريت: نخوض الانتخابات...لا نخوضها ــ أمين أبوراشد
حرب "الصبر" المقاوم... المكاسب والخسائر ــ د. نسيب حطيط