لجنة "الميكانيزم"... لإطلاق النار على المقاومة ــ د. نسيب حطيط

الخميس 30 تشرين الأول , 2025 10:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 بناءً على اتفاق تشرين لوقف إطلاق النار، تم تشكيل لجنة "الميكانيزم" للإشراف على تطبيقه بين الجانبين اللبناني و"الإسرائيلي"، لكن بعد عام من عمل هذه اللجنة التي ترأسها الولايات المتحدة، اتضح أن مهمتها الفعلية هي استهداف المقاومة والمدنيين اللبنانيين بالنار، بينما تتكفل هي بوقف إطلاق النار عن الجانب "الإسرائيلي". نجحت هذه اللجنة في حشد الجيش "الإسرائيلي" والقوات الدولية والسلطة السياسية ضد المقاومة، وكُلفت بتنفيذ مهام نيابة عن "إسرائيل"، مثل تفجير أنفاق وقواعد المقاومة العسكرية، ومصادرة الأسلحة التي بحوزتها أو التي يصادرها الجيش والقوات الدولية، دون اتخاذ أي إجراء فعلي لوقف القصف والاغتيالات "الإسرائيلية". وبعد أقل من 24 ساعة من إصدار بيانها الصادر برعاية أمريكية، توغلت قوات العدو "الإسرائيلي" وأعدمت موظفاً في بلدية بليدا أثناء نومه!
أشادت لجنة "الميكانيزم" بجهود الجيش في تفتيش المنشآت اللبنانية، وبمهارة تنفيذ المهام الموجهة ضد المقاومة، وتقاعست عن واجبها في طرد الجيش "الإسرائيلي" من الأراضي اللبنانية ومنع الاغتيال وتدمير ما تبقى من القرى ووقف القصف الجوي الذي لا ينحصر في جنوب الليطاني، بل يتمدد إلى جنوبي النهر الكبير في الشمال، وتتحدث اللجنة عن تحسّن في تخفيف أسباب التوتر، رغم أن المقاومة لم تطلق رصاصة واحدة منذ عام، وتعمل اللجنة على تغطية القصف "الإسرائيلي" الذي يحرق لبنان، فعن أي تحسّن تتحدّث؟
 هذه اللجنة الأمنية، برئاسة أمريكية، تهدف إلى تنفيذ مهمة القضاء على المقاومة في لبنان، بالتعاون مع الحكومة اللبنانية والقوات الدولية وذراع عسكرية "إسرائيلية"، ويمكن تشبيهها باللجنة الدولية لإدارة غزة برئاسة توني بلير، خصوصاً بعد مطالبة أمريكا بانضمام وزراء ودبلوماسيين لبنانيين، كبديل خادع للمفاوضات المباشرة مع "إسرائيل"، لا سيما أنها تضم لبنان و"إسرائيل" والأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، والسؤال: لماذا لا يطرح ممثل لبنان في هذه اللجنة مطالب لبنان بوقف الاغتيالات والقصف "الإسرائيلي"، والتهديد بتعليق مهامه ما دامت "إسرائيل" لا تلتزم بوقف إطلاق النار، وضرورة أن يكون تنفيذ وقف إطلاق النار خطوة مقابل خطوة؛ فمقابل كل تفجير لمنشأة عسكرية للمقاومة، يجب أن يكون هناك انسحاب "اسرائيلي"، ومقابل عدم إطلاق النار من المقاومة، يجب وقف القصف والاعتداءات "الإسرائيلية" انطلاقاً من لبنان.
هل يكتفي لبنان برضا أميركا و"إسرائيل" عن مداهمته،  لمنشآت المقاومة وتفجير صواريخها؟
لماذا لا يوقف لبنان تعاونه مع "الميكانيزم" حتى تلتزم "إسرائيل" بوقف إطلاق النار؟
صمتت المقاومة طوال عام وهي تقدم قرابينها من الشهداء وترى أهلها مشرّدين من قراهم ويخسرون أبناءهم، واستطاعت ممارسة الصبر الشجاع ،لسحب أي حجة من السلطة السياسية والرأي العام الدولي والأحزاب والطوائف التي تؤيد التوحش "الإسرائيلي".
لجنة "الميكانيزم" هي لجنة تصفية المقاومة والمشروع المقاوم في لبنان ،بشراكة رسمية لبنانية ، وذلك بعد إصدار حكم رسمي بعدم شرعية السلاح المقاوم واعتباره سلاحًا متمردًا على السلطة، ونتيجة عجزها عن مصادرته ونزعه، لجأت إلى لجنة "الميكانيزم" للعمل على نزعه، وأعطت العدو وكالة نزعه، معتذرة منه لعدم تمكنها من تنفيذ المهمة نيابة عنه!.
يعيش لبنان احتلالًا سياسيًا أميركياً، برضا السياسيين وبعض الأحزاب والطوائف، ويعيش احتلالًا جويًا "إسرائيليًا" يقتل ويقصف من يشاء، ويعيشون تحت ظل انتداب لجنة "الميكانيزم" التي تصدر قراراتها من السفارة الأمريكية في "عوكر" رغم أن الاجتماعات تعقد في الناقورة، وربما ستبادر أمريكا لنقل هذه الاجتماعات إلى السفارة الأمريكية.
إن الاستسلام السياسي للجنة "الميكانيزم" وللإملاءات الأمريكية وللقصف "الإسرائيلي"، يساعد في الإعدام البطيء والموت غير الرحيم للمقاومة في لبنان، ولابد من تغيير الأداء السياسي مع كل الحصار والأوقات الصعبة التي نعيشها، ولو اضطررنا إلى الموت دون أن نوقّع على وثيقة إعدامنا لتبرئة العدو وحبذا لو أن الوفد النيابي الموسع "للثنائية" الذي زار رئيسي الجمهورية والحكومة ،للتأكيد على إجراء الانتخابات لتأمين إعادة انتخابهم، قد تحرّك في العام الماضي وجال على المسؤولين والسفارات، استنكارًا لما يتعرّض له الجنوب وللمطالبة بإعادة إعماره.
انتخبوا أمن وكرامة أهل الجنوب ليعودوا وينتخبوكم نوابًا... وأول ورقة عمل هي إعادة النظر في قرار مهمات وقرارات لجنة "الميكانيزم" وعدم شكرها على قتلنا...
لجنة "الميكانيزم"... لجنة قتل المقاومة وتشريع القصف والاحتلال "الإسرائيلي".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل