طبق رئيسي واحد على طاولة المحادثات اللبنانية - السورية: إطلاق قادة "النصرة" _ حسان الحسن

السبت 18 تشرين الأول , 2025 03:10 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد سقوط الدولة في سورية في الثامن من كانون الفائت، باتت أشبه ببقعةٍ لتنافس بعض الدول والقوى المؤثرة في المنطقة، وعلى الساحة السورية الخاضعة راهنًا بالكامل للتأثيرات الخارجية، بعدما كانت مؤثرةً بقوةٍ في المنطقة، ولها (أي لسورية) حضورها الفاعل في العالم العربي، فهي كانت تجسّد العمود الفقري للأمن القومي العربي، بالتعاون مع مصر والسعودية في شكلٍ أساسي، إلى جانب دول العالم العربي الأخرى، ثم تزعزع هذا الأمن برمته، بعد بدء الحرب الكونية على قلب العروبة النابض، في منتصف آذار من العام 2011.
كذلك كانت سورية تشكّل العمود الفقري لمحور المقاومة، وحاضنةً لمختلف حركات التحرر ومواجهة قوى الاستكبار، كفصائل المقاومة الفلسطينية وسواها، ومختلف المعارضين العرب وسواهم لقوى الاستكبار والاستبداد. كذلك كان لدمشق تأثير في محيطها، كلبنان والعراق وفلسطين، من خلال حضورها السياسي والميداني أيضًا، كداعمٍ أساسيٍ لحركات المقاومة في وجه الاحتلال في هذه الدول، وكحليفٍ سياسيٍ لمكوناتٍ أساسيةٍ فيها أيضًا.
غير أن الوضع بعد الثامن من كانون الأول الفائت، لم يعد كما قبله، بل انقلب رأسًا على عقب، وباتت البلاد السورية تمثل بؤر نفوذٍ خارجيّ: صهيونيٍ، وأميركيٍ، وتركيٍ، وروسيٍ... 
وفي هذا السياق، يؤكد مرجع سياسي ودبلوماسي عربي أن "لبنان صار مؤثرًا في الواقع السوري أيضًا، من خلال حضور حزب الله الفاعل والقوي في لبنان، بخاصة في المناطق الحدودية المشتركة مع سوريةً، تحديدًا في شمال- شرق لبنان، والمناطق المتاخمة لريف دمشق من جهة البقاع اللبناني أيضًا"، أضف إلى ذلك "وجود قادة كبار، ويبلغ عددهم نحو ثمانية من "جبهة النصرة" أو "هيئة تحرير الشام الحاكمة في دمشق" راهنًا في السجون اللبنانية، لارتكابهم جرائم على الأراضي اللبنانية، وهذا ما يعزز التأثير أو الدور اللبناني في الواقع السوري الجديد أيضًا"،  ودائمًا بحسب رأي المرجع. تجدر الإشارة إلى أن الوفد الذي يمثل "وزارة العدل" السورية الذي زار بيروت في الأيام الفائتة، قصد سجن رومية للقاء إرهابيي "النصرة" المجرمين. 
لذا تتقاطر الوفود "الدبلوماسية والقضائية والأمنية" وسواها إلى لبنان، وهنا يؤكد مرجع سياسي وقانوني وحكومي لبناني سابق أن "الطبق الرئيسي، بل الوحيد على طاولة المحادثات اللبنانية - السورية الراهنة، هو إطلاق قادة النصرة من السجون اللبنانية، ومحاولة لفلفة ملفاتهم القضائية، عبر فتاوىٍ قانونيةٍ غب الطلب، ليس إلا".
ويلفت إلى أن "قرار عودة النازحين السوريين من لبنان إلى سورية، هو في يد المجتمع الغربي، تحديدًا الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، وليس في يد أبي محمد الجولاني وفريقه، على حد قول المرجع. وفي شأن ضبط الحدود اللبنانية - السورية، يسأل: "هل يمون الجولاني على الفصائل التكفيرية المسلحة المكوّنة من الأجانب والمنتشرة في المناطق السورية الحدودية المشتركة مع لبنان"؟ ويقول: "حتى مسألة ترسيم الحدود، ففي الجنوب، تحديدًا في منطقة مزارع شبعا، هي خاضعة للسيطرة الصهيونية، التي تعززت بدورها في جبل الشيخ وامتدت إلى مختلف مناطق الجنوب السوري، بعد سقوط الدولة السورية". ويختم المرجع: "لن يتحرك الجولاني وأعوانه نحو لبنان، ولن يبادر تجاهه بدون أمر عمليات تركي".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل