حين تُعلق "رسالات" .. يُدان الشرف ويُكافأ الانبطاح

الإثنين 06 تشرين الأول , 2025 07:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص لبنان

في زمن الانبطاح المذل والارتهان الكامل لإملاءات الخارج، لم يعد مستغرباً أن تجتمع حكومة، لا لتبحث في العدوان الصهيوني المستمر على جنوب لبنان، ولا لتناقش الانهيار الاقتصادي، ولا لتسأل عن السيادة الممزقة على الحدود البرية والبحرية... بل لتتخذ قراراً عاجلاً بتعليق عمل جمعية "رسالات" فقط لأنها أضاءت صخرة الروشة بصورة من حمل سلاح الشرف ورفع رأس هذا الوطن في زمن الهزائم: السيد حسن نصر الله.

من المعيب – بل من المخزي – أن تتحول الحكومة اللبنانية إلى منبرٍ يحابي كيان العدو الصهيوني، ويصغي لتغريدات إعلامه وصراخ سفرائه، بينما القرى الجنوبية تحترق بقذائف الاحتلال، والمياه تُسرق، والسيادة تُغتصب كل يوم.

طبيعي أن تزعج صورة قائد المقاومة تل أبيب، لكن ما ليس طبيعياً – ولا مقبولاً – أن تزعج هذه الصورة نواف سلام ومن يسير في فلكه من "الحياديين الجدد" الذين يتحدثون عن السيادة وهم يسكنون في ظل السفارات.

ألهذا الحد أصبحنا نخجل من شهدائنا؟

صورة السيد نصر الله على صخرة الروشة ليست استفزازاً لأحد، بل هي رسالة وفاء من شعب إلى من دافع عنه حين تخلّى الجميع، إلى من أعاد لهذا البلد شيئاً من كرامته حين صمت الحكّام. فهل أصبح رفع صورة قائد المقاومة فعلاً "تحقيقياً" يستدعي الملاحقة؟ وهل باتت الروشة، التي طالما صوّرتها أفلام السائحين، محرّمة على رمز لبناني أعاد للوطن مجده في تموز؟

من يزعجه سلاح المقاومة فليذهب ويخلع سلاح العدو أولاً

المهزومون يريدون سحب سلاح المقاومة بينما العدوان على متواصل. عن أي منطق يتحدث هؤلاء؟ هل نسي الساسة، وهم يطالبون بنزع السلاح، كيف خرج الاحتلال من الجنوب ذليلاً بلا قيد أو شرط؟ هل نسيتم أن التحرير لم يأتِ لا من طاولة الأمم المتحدة، ولا من جلسات "التوافق الوطني"، بل من بنادق الشرفاء ومقاومة الأبطال؟

المقاومة ليست ميليشيا، بل الكرامة المتبقية في زمن الانتداب الأميركي الحديث، هي الصوت الصارخ في وجه التطبيع والانبطاح، هي ما تبقّى من عروبةٍ لم تُبع في سوق النخاسة الدولية.

من صخرة الروشة إلى صخرة الضمير

إضاءة صخرة الروشة بصورة السيد نصر الله كانت فعلاً رمزياً، لا أكثر. لكن ردّ الفعل الهستيري عليه فضح كم أن هذه السلطة هشّة، تابعة، مرعوبة من ظلال أسيادها في واشنطن. فلو كانت الحكومة جادة في حماية لبنان، لكانت أضاءت صخرة الروشة بصورة أطفال غزة وخراب الجنوب، لا أن تلاحق من يرفع رأس هذا الوطن.

لقد سقط القناع. من كان يظن أن كرامة لبنان تُصان على طاولة مجلس الوزراء، فعليه أن يعيد حساباته. الكرامة تُصان في ميادين الجنوب، لا في ممرات السفارات.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل