إستعدادا لحدث ضخم.. جهوزيّة غير مسبوقة في ايران ولبنان واليمن!_ ماجدة الحاج

الثلاثاء 30 أيلول , 2025 09:18 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
ان "يبشّر" الرئيس الاميركي بحدث استثنائي بالشرق الأوسط لاوّل مرّة، داعيا الى الإستعداد لهذا الحدث، فهذا لاي يعني بالضرورة انّ الامر يتعلّق بغزّة- حسبما حاول الإيحاء ليلة امس عندما اعلن عن خطته "للسّلام" حيال القطاع بعد اجتماعه ببنيامين نتنياهو، وحيث بدا واضحا انّ ترامب اعطى بموجب خطتّه "اسرائيل" مكتسبات لم تستطع كسبها في الميدان. وعدا عن فرض نزع سلاح "حماس"، وتسويق طوني بلير حاكما على غزّة، فهذا يعني إخضاعها لوصاية دولية مع شطب "دولة" فلسطين نهائيا من التداول.. لربما التعبير الادقّ، هي خطّة لتفجير المنطقة-تماما كما جاء في بيان حركة الجهاد الإسلامي،  بل أبعد واخطر من ذلك، قد تكون توطئة لحدث عسكري مُرتقب وصفه محلّلون عسكريون ب"الضخم"، خصوصا مع استدعاء جميع كبار قادة الجيش الأميركي حول العالم في توجيه غير معتاد ودون سابق إنذار وتفسير الاسباب، للإجتماع في ولاية فرجينيا! 
 
هذا تزامنا مع ما كشفته وكالة "اسوشيتد برس" في تحليل لصُوَر اقمار صناعية أوردت فيه انّ ايران لجأت الى اختبار صاروخ الاسبوع الماضي، يعمل بالوقود الصّلب، في وقت اعلن نائب ايراني، انّ بلاده اختبرت صاروخا باليستيّا عابرا للقارّات، في رسالة "ناريّة" ردعيّة ليس فقط الى الدول الاوروبية التي "شغّلت" الزّناد ضدها، بل الى الولايات المتحدة نفسها وإمكانيّة الوصول الى اراضيها، ردّا على اي هجوم جديد يستهدف ايران، خصوصا وانّ الأخيرة تلقّفت معلومات استخباريّة تؤكد انّ الهجوم المُرتقب ضدّها، سيكون ضخما وغير مسبوق بهدف إسقاط نظامها..
 
وفي وقت يُرصَد تحريك اساطيل وسفن حربية اميركية-ضمنا نووية، باتجاه المنطقة-بحسب ما اوردت بعض التقارير في صحف غربية، برزت معلومات مقلقة ولافتة تحذّثت عن تحذير الاتحاد الاوروبي لكلّ دُوَل الإتحاد، بضرورة التجهّز بكل ما يلزم استعدادا لفترة طوارىء قاسية -موقع "دايلي اكسبرس" البريطاني.. هذا وسط اشتداد "حماوة" المواجهة بين روسيا واوكرانيا ودخول "اسرائيل" علانية هذه المرّة على خطّ دعم  كييف ببطاريّات باتريوت، وتلميح الرئيس الاوكراني الى وعد حصوله على صواريخ توماهوك الاميركية القادرة على دكّ العمق الروسي، وصفقة اسلحة اميركية لبلاده بمليارات الولارات!
 
وبينما تُجمع معطيات عربية وغربيّة على ترجيح اندلاع حرب اقليمية شاملة مع بروز مؤشّرات قويّة على قرب تجدّد المواجهة بين ايران و"اسرائيل" في غضون اسابيع او ربما خلال الاشهر الثلاثة القادمة، حيث لن تكون محصورة هذه المرّة ضمن حدود الجبهتَين، بل احتمال كبير ب"انفلاشها" مع دخول حلفاء ايران على خطّ "المنازلة" المرتقبة، والتي ستخوضها كلّ الأطراف كمعركة "وجوديّة" ستُعيد خلط الأوراق في المنطقة من جديد..
 
ثمّة اسئلة مشروعة تفرض نفسها وسط التطورات الدراماتيكية المتلاحقة.. هل يندرج اعلان خطّة ترامب في اطار "التّعمية" على سيناريو اميركي-"اسرائيلي" لشنّ هجوم جديد على ايران؟- اي عبر تبريد جبهة غزّة "للتفرّغ" لإيران بهجوم يكون غادرا ومباغتا -تماما كما فعل عندما اعلن انّ الوصول الى اتفاق نووي مع ايران، بات "قاب قوسَين" يوم الاحد، ليبدأ الهجوم "الاسرائيلي" المباغت على ايران فجر الجمعة؟! والامر نفسه اعتمده ترامب مع قطر، حين خرج للإعلان عن قرب الإتفاق لإنهاء حرب غزّة، ليُفاجأ العالم في اليوم التالي، بضربة "اسرائيلية" على الدوحة-في سابقة هي الاولى تستهدف فيها "اسرائيل" دولة خليجية، وليتبيّن انّ خطّته كانت "كمينا" لاستدراج قادة حماس و"تجميعهم" في مكان محدّد بالدوحة، لاغتيالهم جميعا!
 
اما وانه لم يعد للدبلوماسيّة مكان في اروقة واشنطن-تل ابيب تجاه العالم والمنطقة تحديدا، مع تجاوز الخطوط الحمر حتى مع دول الخليج التي تدور في الفلك الاميركي، كمبادرة "اسرائيل" الى استهداف قطر من دون ان يجد مبعوث ترامب الى سورية توم برّاك ايّ حرج بإعلانه على الملأ "انّ دُوَل الخليج ليست دُوَل حليفة"، بات واضحا استبدال الدبلوماسيّة بمسار الضربات الامنية والعسكرية".. ثمّة من يسأل" ما دقّة المعلومات الصحفية المتداولة التي تتحدّث عن انّ اي هجوم مرتقب على ايران سيشمل لبنان ايضا ؟ كيف سينعكس الواقع الخطير في المنطقة على لبنان؟ هل تُبقي "اسرائيل" على وتيرة التصعيد كما هو قائم حاليا؟ او هناك تحضير ل"عمل عسكري ما" قادم يتجاوز الغارات الجوّية على البلدات والمناطق الجنوبية والبقاعية الى ما هو اخطر؟


وما مدى جدّية المعلومات التي تحدّثت عن سيناريو خطير يُحضَر له ضدّ لبنان نقلتها شخصيّة دبلوماسيّة غربية الى بيروت، سيجري تنفيذه ضدّ لبنان خلال اسابيع؟

الكلام الآن على ألسنة محللين وخبراء عسكريين، يتمحور حول هجوم "اسرائيلي" مباغت على البقاع يترافق مع عمليّات "إنزال" بالبرّ والبحر على مناطق تعتبرها "اسرائيل" تابعة لحزب الله يواكبها حصار جوّي وبحري على لبنان، فيما كانت صحيفة "الاخبار" اللبنانية قد لفتت الى تسريبات غربية تتحدّث عن نيّة "اسرائيل" تنفيذ عمليّة بريّة واسعة النطاق، هدفها الاول إحكام السيطرة على كامل منطقة جنوب الليطاني، والتاكّد من خلوّها من السلاح والمقاتلين، والإنتقال بعدها الى ممارسة ضغوط ميدانية وعسكرية على مناطق شمال الليطاني تمهيدا لفرض ترتيبات امنيّة جديدة انطلاقا من الواقع الجديد..
 
لكن لحزب الله.. رأيٌ آخر!- وفق ما تُجمع معطيات لبنانية وغربية اكّدت انّ المعركة القادمة ستكون "امّ المعارك"، بل وجوديّة.. ولعلّ تشديد امينه العام على "انّ القتال سيكون كربلائيّا" اكثر من مرّة، فهذا يشي بمفاجآت غير متوقعة ستتخللها المعركة القادمة، خصوصا اذا ما نفّذت "اسرائيل" عمليات "انزال" في مناطق لبنانية محددة، او جنح نتنياهو نحو المغامرة بإعادة شنّ هجوم برّي ضدّ لبنان.. وهذا سيُمثّل ورقة رابحة بيد الحزب، و"اسرائيل" خبرت جيدا كيفيّة قتال رجاله في الميدان.
 
أبعد من ذلك، ستواجه "اسرائيل" اختلافا جذريّا بالردّ عمّا كان عليه الحال في الحرب التي شنتها على لبنان العام الماضي. حينها، "استفردت" تل ابيب بمعية واشنطن، بالجبهة اللبنانية، وكانت "خطيئة" محور المقاومة، في عدم توحيد الجبهات ليبدأ الردّ جماعيا على هجمة "اسرائيل".. هذه المرّة، لن يكرّر المحور "الخطيئة" التي كبّدته خسائر فادحة. وفق تلميح قادة كبار في المحور عزّزه كلام مسؤولين ايرانيين، فإنّ اي حرب ستشنّها "اسرائيل" ضدّ ايران او لبنان، سيكون "الرّد جماعيا، باشتراك كلّ الحلفاء في المعركة "الموحّدة..
 
"وبانتظار تنفيذ حدث عسكري كبير بل غير مسبوق- اعدّت له حركة "انصار الله اليمنيّة-حسبما نقل مصدر في موقع "واتسون" السويسري عن ناحوم برنياع- كبير المحلّلين السياسيين في "اسرائيل"، والذي كشف -استنادا الى معلومات استخبارية "اسرائيلية" انّ تل ابيب ترصد تجهُّزا في صفوف عشرات الاف "المقاتلين في صفوف "الحوثيّين" استعدادا لأي سيناريو اميركي- "اسرائيلي ضدّ المنطقة.. تكشف معلومات سرّبتها ثلاثة مصادر صحفية في المنطقة، عن ترجيح اقتراب حدث عالمي كبير قد يعقب اعلان خطّة ترامب حول غزّة،  من دون استبعادها ان يُطيح  بشخصيّة عالمية دون اعطاء مزيد من التفاصيل!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل