خاص الثبات
عند ضريح سيّدِ شهداءِ الأمة، يتوافد العاشقون كالسيل، بحرٌ من الوفاء لا ينضب، وموجٌ من العهد لا ينكسر.
هناك، حيث الطهر يسكن الثرى، وحيث الأرواح المخلصة تحوم كطيور بيضاء حول مقام الشهادة، نُجدد العهد لسيد العشق والدم، السيد حسن نصر الله، رضوان الله عليه، قائدنا، ووصيّ شهدائنا، وحبيب قلوب المقاومين.
نقف في ذكراك يا سيدنا، لا لنرثيك، بل لنقول كما قلتَ دائمًا: نحن قوم لا نُهزم. نقف على عهد المقاومة، نقف على ترابٍ روته دماؤكم الطاهرة، لنؤكد أن مسيرتكم لم تكن يومًا عابرة، بل كانت وستبقى مشعل نورٍ في زمن الظلام، وراية حقّ في عصر الزيف والانبطاح.
في حضرتك، يا من كنت صوتَ الحق في زمن التزوير، ورمحَ الكرامة في زمن الذل، نردد: لولا المقاومة، لولا حزب الله، من كان سينصر فلسطين؟
من كان ليكسر هيبة الاحتلال؟ من كان سيمنع الأمة من السقوط في مستنقع الخيانة والتطبيع؟
لولا أن الله أكرمنا بكم، لولا أن هذا الشعب أنجب أمثالكم، لكانت فلسطين مجرد شعار ترفعه الأنظمة الجوفاء وتخونها كل يوم في السرّ والعلن.
يا سيدنا...
نحن نعلم أنك اليوم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، في جنات النعيم، حيث يكرم الله أولياءه، ويعلي مقام الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وكيف لا؟ وأنت من باهى بك وبمن معك رسولُ الله ﷺ الأمم، قائلاً: هؤلاء هم الباقون على نهجي، الثابتون في محبتي، الواقفون في وجه الطغاة.
كأنك اليوم تهمس لنا من عالم النور:
"أرضيت يا الله؟"
فنقول لك بصوتٍ واحد:
نعم، والله إنك قد رضيتَ وأرضيت، وقد شرفتنا بكرامتك، ورفعت رأس هذه الأمة بمقامك.
أما نتنياهو وترامب ومن دار في فلكهم، فنقول لهم:
كيدوا كيدكم، واسعوا سعيكم، فوالله لن تمحوا ذِكرى حسن نصر الله من قلوبنا، ولن تُسكتوا صوته من ألسنتنا، ولن تطفئوا نوره من طريقنا.
سيبقى اسمك راية، وستبقى ذكراك منارة، وسيبقى نهجك دستورًا لكل الأحرار، إلى أن تعود فلسطين، كل فلسطين، من البحر إلى النهر، وتُرفع راية الحق على القدس، راية كتب عليها:
"بدم الشهيد... ننتصر."
نحن على العهد... يا سيدنا.