أقلام الثبات
تجاوزت أمريكا، بلسان مبعوثها اللبناني الأصل والإسرائيلي اللسان والمهمة، الحدود، فأهانت الجيش اللبناني والدولة والشعب اللبناني، بكل طوائفه وأحزابه، بما يمثله الجيش من رمز وطني وتطاولت على كرامة جنوده وضباطه، أبناء هذا الشعب، فاستهزأ توماس براك بهم جميعًا وقال إنهم يتقاضون راتب 100 أو 200 دولار ويعملون في "جمع القمامة" و"المطاعم".. ولم يرد عليه أحد في الحكومة، ولا الرؤساء، ماعدا رئيس مجلس النواب، وصمت الوزراء والكهنة والإعلاميون وكل منتحلي صفة السيادة الذين يعملون في مهنة "إيجار الألسن" وبيع المواقف لكل محتلٍ أو صاحب حقيبة دبلوماسية توزع المال.
تحقد أمريكا و"إسرائيل" على لبنان؛ جيشًا وشعبًا ومقاومة، لأنهم بقوا في خندق القتال، بعد أن توقفت كل الجبهات العربية قبل 50 عامًا منذ حرب عام 1973، ولم يُطلق الرصاص أي جيش عربي منذ ذلك الحين، إلا ضباط وجنود الجيش اللبناني، الذين أطلقوا النار وهدّدوا الجيش "الإسرائيلي"، وتجرأ "ضابط لبناني" أن يقسم "قبر العباد" نصفين وأن يُرجع الدبابة "الإسرائيلية" لمتر واحد إلى الوراء، وبقي الجيش اللبناني الجيشَ العربي والإسلامي الوحيد الذي تقصفه "إسرائيل" وتغتال جنوده وضباطه، ولم ينسّق مع الجيش "الإسرائيلي".
انتقمت أمريكا وبعض العرب فحاصروا لبنان ودمّروا مؤسساته واقتصاده، بالتعاون مع الفاسدين في لبنان وصار راتب الجندي والموظف هزيلاً لا يتجاوز المائة دولار، ومع ذلك بقي الجيش ولم يتفكّك يحارب على كل الجبهات ويحفظ الأمن الداخلي وأمن السفراء والمبعوثين المتآمرين عليه والذين يستهزئون به ويحرس المسؤولين الفاسدين الذين أوصلوه إلى هذا الموقف من العوز والفقر، حتى اضطر العسكريون المتقاعدون للتظاهر من أجل لقمة العيش والتصادم مع رفاق السلاح الذين سيتقاعدون غدًا أو بعد غد، والسؤال للمبعوث الأمريكي، ولكل المسؤولين اللبنانيين الشركاء في محنة الجيش اللبناني والموظفين اللبنانيين:
من أوصل الجيش إلى العمل في المطاعم والدليفري والأعمال الأخرى؟ من الذي سرق ودائع العسكريين؟ من سرق معاشات التقاعد والتقديمات الطبية والمنح التربوية؟
من أهان الجيش وقبل مساعدة خارجية قيمتها 100 دولار؟
هل عجزت الحكومة والمسؤولون اللبنانيون عن تأمين 6 ملايين دولار شهريًا لـ60,000 عسكري يتقاضون مساعدة اجتماعية خارجية قيمتها 100 دولار أو حصة غذائية؟
ألا يستحق هذا الجيش الذي يحميكم من الناس الذين نهبتم أموالهم ويحرسكم في بيوتكم ومؤسساتكم ومع ذلك أوصلتموه للعمل في أوقات مأذونيته واستراحته، ليبقى شريفًا ولا يبيع شرفه وضميره ووطنيته لمن يقف منتظرًا شراء شرف الجيش.
تحاول أمريكا تدمير الجيش وتدمير المقاومة، وتدمير هذا الشعب وحصاره، لكي تتخلص من لبنان المقاوم الذي لا يزال خارج التطبيع والاستسلام، وخارج السيطرة "الإسرائيلية" - الأمريكية والخليجية، بل وتجرأ أن يقاوم ويهزم الجيش الذي لا يقهر عام 2000 وعام 2006، وتجرأ أن يساند المظلومين في فلسطين، الذين باعهم أخوتهم العرب والمسلمون مقابل عروشهم. لبنان الذي كشف عورتهم بقدرته على المقاومة والصمود رغم قلة عدده، وصغر مساحته، وفقره وحصاره، فتفوّق عليهم بشرفه وصموده ومقاومته وجيشه، فأرادوا الثأر منه وإهانته والاستهزاء به. تريد أمريكا أن يتحول هذا الجيش إلى شرطة لحراسة "إسرائيل"، وللسفارات الأجنبية والمبعوثين الأمريكيين، وحافظًا لأمن مهرجانات الغناء والرقص أو مرافقًا للوزراء والنواب وعوائلهم.
تريد أمريكا تسليح الجيش ليكون أحد فرق الجيش "الإسرائيلي" لقتال المقاومة وتأمره بنزع صور "السيد الشهيد" عن السيارات وتجبره على تفجير أسلحة المقاومة وتمنعه من الاحتفاظ بها، وتحاول أن تستدرجه للقتال مع المقاومة نيابة عن "إسرائيل" وأمريكا، فتتخلص من الجيش الشريف والمقاومة الشريفة.
صمت المسؤولون الرسميون والحزبيون والدينيون في لبنان عن إهانة جيشهم الذي يحرسهم، خوفًا من عقاب أمريكا وبعض الأمراء والملوك! ندعو لرفض أي مساعدة مالية خارجية للجيش اللبناني "لإهانته" أو "شرائه"، وأن تبادر الحكومة ومجلس النواب إلى دفع 100 دولار بدلًا عن المساعدة الخارجية، ليبقى الجيش مرفوع الرأس ولا يعايره أمريكي أو عربي بأنه جيش متسول ويعمل في القمامة، أو يوصل وجبات الطعام للمتخمين الفاسدين في لبنان.
تحية وسلامًا للأخوة في الجيش اللبناني الذين يحاولون رفض الأوامر لقتال إخوتهم وأبنائهم في المقاومة، وعلى المقاومة وأهلها أن تدعم هذا الجيش وتحتضنه، وأن تبادر إذا قصّرت الحكومة أن تدفع للجيش اللبناني هدية تكافل وتضامن توازي ما يدفعه الخارج، فكل جندي وضابط في الجيش اللبناني هو مقاوم وطني، لأنه يحفظ السلم الأهلي ولم يقصر مع المقاومة عندما كان قراره السياسي حرًا ووطنياً.
"إسرائيل"... بناء مستوطنات بلا مستوطنين تسكنها البوم والغربان ــ أمين أبوراشد
الاحتلال الجوي... الجيل الثالث من الاحتلال "الإسرائيلي" للبنان ــ د. نسيب حطيط
"إسرائيل" للسعودية: "التطبيع بلا شروط".. أو استمروا بركوب الجمال ــ د. نسيب حطيط
"السلام بالقوة"... الكنيست يوافق على ضم الضفة الغربية ــ د. نسيب حطيط