هل المقصود من إعادة انتشار المتطرفين في طرطوس توجيه رسالة للجولاني "بألا يلعب بالنار"؟ ــ حسان الحسن

الخميس 25 أيلول , 2025 10:04 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
هل باتت "الثورة" في طور الاستعداد لتلتهم "أبناءها"؟
لا ريب أن ليس من باب المصادفة أن تأتي إعادة انتشار المجموعات الإرهابية المسلحة في عددٍ من مناطق الساحل السوري، بالتزامن مع وجود رئيس "سلطة الأمر الواقع الراهنة في دمشق" أبي محمد الجولاني في ولاية نيويورك الأميركية، للمشاركة في انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي بعض تفاصيل إعادة انتشار الإرهابيين في "الساحل"، فقد نقل بعض الإعلام أن "مدينة طرطوس شهدت في الأيام الفائتة، إعادة تفعيل حاجز مفرق دوير الشيخ سعد بعد إزالته قبل فترة، إلى جانب تفعيل حواجزٍ أخرى عند مداخل ومخارج المدينة، حيث يجري تفتيش دقيق للمارة والآليات".
كذلك شهدت طرطوس انتشاراً أمنياً ملحوظاً تزامناً مع دخول رتل يتبع "للأمن العام" إلى وسط المدينة.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادرَ محليةٍ أن "بعض العناصر المشاركين في الرتل رددوا هتافاتٍ ذات طابعٍ طائفي، بينها عبارة: صبراً يا علوية بالذبح جئناكم.. الأمر الذي أثار حالةً من التوتر والقلق بين السكان"، على ما ينقل "المرصد". 
وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد السورية، حيث تشهد اشتباكات مسلحة مستمرة بين "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، ذات القيادة الكردية، و"مسلحي جبهة النصرة الإرهابية وأخواتها" بقيادة أبي محمد الجولاني (أحمد الشرع)، ناهيك عن الخروج الكامل لمحافظة السويداء في الجنوب السوري عن "سلطة الجولاني" الراهنة، وخضوع بعض مناطق هذا الجنوب للاحتلال الصهيوني.
إذًا، هذا هو بعض من الحال الرديء للجمهورية العربية السورية راهنًا، والتي ترزح تحت سلطتي الاحتلال "الإسرائيلي"، والإرهاب التكفيري، خلال وجود الجولاني في نيويورك، "لتمثيل" سورية في الأمم المتحدة.  ولا ريب أنه سيلقى المزيد من الضغوط الدولية الرامية إلى ضرورة التخلص من الإرهابيين الناشطين في سورية، خصوصاً الأجانب، على اعتبار أنهم أخطر المتطرفين.
لذا ترجّح مصادر عليمة ومتابعة لمجريات الأوضاع في سورية أن "يكون تحرك المسلحين التكفيريين بمنزلة رسالةٍ مباشرةٍ إلى الجولاني عينه، بأنهم ليسوا لقمة سائغة على مائدة المساومات الدولية التي تبحث مع الأخير لتثبيت سلطته في دمشق، وسط الضغوط الخارجية التي تمارس عليه للتخلص من الإرهابيين، لذا قد يكونوا شعروا بالخطر، فأعادوا انتشارهم في طرطوس وسواها، واستحضروا معهم شعاراتهم المذهبية - الفتنوية، لتأجيج الشارع هناك، بذريعة تعرض بعض مواقع ما يسمى بالأمن العام لإطلاق نار في الساحل السوري، لكن قد يكون الهدف الحقيقي من هذا التحرك الإرهابي، هو توجيه رسالة للجولاني ومن خلفه بألا يلعبوا النار".
وبناءً على ما تقدم يطرح سؤال بديهي: "هل يتحرك هؤلاء الإرهابيون من تلقاء أنفسهم، ومن بلا توجيه راعٍ إقليميٍ أو غير ذلك، ومن دون غطاءٍ لتحركهم؟ ومن هو هذا الراعي"؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل