البيارتة الأصلاء .. لك يا سيد حسن أوفياء

الثلاثاء 23 أيلول , 2025 11:42 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في قلب الشرق، حيث تتماوج أرواح الشهداء مع نسيم البحر، هناك مدينة ليست كغيرها من المدن، مدينة لا تنحني إلا لربها، ولا تُركعها الحروب ولا الفتن. إنها بيروت، عاصمة العروبة، والوفاء، والكرامة.

بيروت، التي صمدت في وجه الغزاة، والتي نهضت من تحت الركام مرات ومرات، لم تكن يومًا طائفية، ولا مذهبية.

كانت، وما زالت، المدينة التي تنبض بقلب واحد، قلب رجل واحد، لا يعرف التمييز بين دم ودم، ولا بين مقاومة ومقاومة. هكذا تربّى البيارتة، وهكذا ظلّوا، أوفياء للحق، وأشدّاء على الباطل.

وفي هذا السياق من الشرف والمروءة، تتجلّى أصالة بيروت في وفائها لسيد المقاومة، سماحة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله. ذلك الرجل الذي لم يُساوم، ولم يُهادن، ولم يَخشَ التهديد، بل كان الصوت الذي دوّى قائلاً: "إذا قصفتم بيروت والضاحية الجنوبية، سنقصف تل أبيب". لم تكن مجرد كلمات، بل كانت معادلة ردع كتبت بدماء الشهداء، وعزيمة المقاومين، وإرادة شعب لا يركع.

نعم، لن ننسى من وقف إلى جانب غزة يوم تخلى عنها كثيرون، ولن ننسى من استشهد دفاعًا عن أهلها، رغم اختلاف المذهب. المقاومة لا تسأل عن طائفة، بل عن قضية. وفي يوم عزّها، حين تآمر المتخاذلون وتفرّق العربان، وقف السيد حسن نصر الله وقال: "غزة ليست وحدها".

هكذا كانت بيروت، وهكذا ستبقى. صخرة الروشة تشهد، والضاحية الجنوبية تشهد، وكل لبنان يشهد أن دم الشرف لا يُفرّق بين شيعي وسني، بين مسلم ومسيحي، بل يُفرّق فقط بين حر وعميل، بين مقاوم ومنبطح.

سيد المقاومة، يا من حملت همّ الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وأبقيت رأس لبنان مرفوعًا رغم الحصار والتهديد، نقول لك من قلب بيروت، من قلب العاصمة التي ما خذلت رجالها يومًا:

"لك منا الوفاء، كل الوفاء. وإن قالوا إننا ننسى، فبيروت لا تنسى، وأحرارها لا يبيعون."

ختامًا، بيروت ليست مدينة صاخبة وحسب، بل صوت ضمير الأمة حين تصمت الضمائر. وفي زمن الانقسام، تبقى بيروت على العهد، صوتًا للمقاومة، ووفاءً للسيد.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل