خاص الثبات
في تصريح لا يقل وقاحة عن سجّل بلاده الدموي في منطقتنا، خرج ما يُسمّى بـ"مبعوث أميركا إلى الشرق الأوسط"، توم براك، ليُفصح عن وجهه الحقيقي، ويُكرر خطابًا صهيونيًا استعمارياً لا جديد فيه سوى وقاحة العرض وسفاهة اللغة.
"حزب الله عدوّنا، إيران عدوتنا، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي"... بهذه العبارة الساقطة سياسيًا وأخلاقيًا، كشف براك – بلا قناع – عن المهمة القذرة التي جاء من أجلها: تأجيج الحرب، إملاء الأوامر، وتكريس لبنان ساحة خاضعة للمصالح الإسرائيلية – الأميركية.
أنتم الأفاعي... ونحن جذور هذه الأرض
قبل أن تتكلم عن "الأفاعي" يا براك، انظر في مرآة التاريخ: من الذي زرع الحروب والفتن والانقلابات؟ من الذي احتلّ فلسطين، ودمّر العراق، ودعم الإرهاب في سوريا، وفرض الحصار على اليمن، وسرق الثروات من أفريقيا وأميركا اللاتينية؟
أنتم الأفاعي، لا بل أنتم السمّ نفسه. أنتم العدو، ونحن أصحاب الأرض.
نحن الذين دافعنا عن لبنان يوم فرّ الآخرون. نحن الذين حرّرنا الجنوب حين كانت واشنطن تُسلّح تل أبيب وتدعم احتلالها. نحن الذين وقفنا في وجه المشروع الأميركي – الصهيوني بدمائنا، لا ببيانات مكاتب فخامة وسعادة ومعالي.
تحذير للرئاسة والحكومة اللبنانية
إذا كان توم براك قد اعتاد أن يملِي على البعض تعليماته من دون مقاومة، فنحن نقولها من الآن وبكل وضوح:
أي استقبال لهذا المبعوث المشبوه، وأي رضوخ لكلامه أو تأييد لطرحه العدواني ضد المقاومة، هو خيانة موصوفة لا تُغتفر.
نُحذّر الرئاسة الأولى والحكومة اللبنانية من التحوّل إلى أدوات تنفيذية لدى السفارة الأميركية، أو العودة للعب دور "الأُجراء" في مزرعة البيت الأبيض. السيادة لا تتجزّأ. فإما أن نحفظها بكرامة، أو نفقد كل شيء.
المقاومة خط أحمر... لا يُنتزع
من يتحدث عن "نزع سلاح حزب الله" عليه أن يُجرب أولًا نزع الهيمنة الأميركية عن القرار اللبناني. ومن يتوهم أن واشنطن قادرة على فرض شروطها، فليُراجع دروس 2006، ومعارك الجنوب، ومعادلة الردع التي يعرفها جنرالات العدو جيدًا.
أما "النقاط الخمس" التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها، فنقول: كل شبر محتلّ، سنحرّره. هذه ليست رغبة، بل وعد قطعناه وسننفذه. لا بقرار من مجلس الأمن، بل بإرادة رجال إذا وعدوا صدقوا، وإذا قاتلوا انتصروا.
نحن في زمن لا مكان فيه للمحايدين. إما أن تكون مع وطنك، مع أرضك، مع مقاوميك، أو تكون مع براك ونتنياهو ومن خلفهم. ولكل واحدٍ أن يختار... ولكن عليه أن يتحمّل تبعات اختياره.