الإمام الصدر... واغتيال القضية _ د. نسيب حطيط

الأحد 21 أيلول , 2025 03:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد 47 عامًا على جريمة اختطاف الإمام الصدر وأخويه في ليبيا ،تستمر الحرب عليه وعلى عائلته، لمحاولة طمس قضيته  وإغلاقها بشكل سري ودون ضجيج، ودون الوصول إلى كشف الحقيقة ونتائجها ومصير الإمام الصدر، مهما كانت النتائج قبل إقفالها، بالمعطى الجنائي القانوني.
لا تزال الحرب النفسية ضد عائلة الإمام وأهله ومحبيه تشتعل على كل الجهات، سواء من الأعداء والخصوم لطمس القضية وتحريفها، أو بعض الانتهازيين والوصوليين والتجار الذين يحاولون الاسترزاق منها، أو من بعض الطامحين لمكاسب سياسية أو لثارات قديمة متعدّدة الجنسية.
يتعرّض الإمام الصدر وقضيته وعائلته لهجوم مباشر من السلطة السياسية اللبنانية، عبر وزير العدل الذي حسم مسألة إصدار المدعي العام قرار إخلاء نجل الرئيس معمر القذافي، دون تقديم أي أسباب أو مبررات، ومع تعنّت عائلة القذافي ورفضها تقديم أي مستند أو توضيح أو معلومة حول مصير الإمام وأخويه، مع أنهم يملكون هذه المعلومات حكماً، سواء بالمعطى الشخصي أو من خلال المسؤولين والضباط الذين كانوا يعملون مع والدهم القذافي.
يشنّ وزير العدل هجومه لاعتقاده - كما الآخرين - أن الطائفة الشيعية مهزومة ومخلّعة الأبواب والنوافذ  ويتعاملون معها على انها "الطائفة الأرملة" التي تعيش حالة ارتباك وتشتّت، ويستطيع كل من له دَينٌ أو ثأرٌ أو خصومة مع هذه الطائفة، أن يغزو "بيدرها" ويغتصب قرارها ويأخذ ما يستطيع من غنائم ويصيبها بالجراح حتى تطوّع البعض في لبنان لمساعدة عائلة القذافي دون أن نعلم ما هي الأثمان لتهريب وإطلاق سراح "هنيبعل"؛ باقتناص اللحظة الذهبية قبل أن تستيقظ الطائفة وتعود لحراسة بيدرها الذي يتقاتل إليه الأعداء والخصوم لسرقته ونهب ما يستطيعون.
تتعرّض الطائفة لحرب هتكٍ واغتيال لرموزها على مستوى القادة والعقيدة، وشيطنتها وإظهارها طائفة منبوذة مُحاصرة لا تستطيع المواجهة والمقاومة ويمكن إثخانها بالجراح أكثر، فتارة يعترض البعض على بث صورة أحد رموزها ولو لدقائق وآخرون يعملون خلاف القانون لتهريب سجين مدعى عليه وآخرون يتطاولون على العقيدة.
إن إغلاق القضية الإمام الصدر دون كشف حقيقتها، سواء استشهادًا أو سجنًا أو أنه لا يزال حيا هو اغتيال جديد للإمام وللطائفة و"للأب الروحي والميداني" للمشروع النهضوي المقاوم للشيعة في لبنان وإن أي إنسان يتواطأ أو يساهم أو يضغط بشكل مباشر أو غير مباشر لإطلاق القذافي دون مقابل (معلومات ووثائق تفيد قضية الإمام الصدر) سيكون شريكا في اختطاف الإمام الصدر بمفعول رجعي، مع سبق الإصرار والتصميم، ولو أعطى المبرّرات والأسباب التي يحاول تبرئة نفسه منها، بعنوان زيادة الضغوط أو عبثية إبقاء "هنيبعل" في السجن.
نحن ضد ظلم أي إنسان، حتى لو كان "ابن القذافي"، ولسنا من يطيل فترة سجنه بعدم تعاونهم ، ونطالب بأن تكون مطرقة العدالة لإنصاف المظلوم "الإمام الصدر" ، لا أن تكون "مطرقة" لفتح ثغرة في جدار السجن، لتهريب السجين"ابن القذافي" وقبل أن يأخذ المدعي العام قراره.
إن مسؤولية كل شيعي الدفاع عن الإمام الصدر الذي كان سببًا لعدم حرمانه أو لجعله مواطنًا وشريكا في القرار السياسي في لبنان وحقه في الوظيفة، إنها مسؤولية حركة أمل وحزب الله والمجلس الشيعي وليست مسؤولية عائلته فقط ولا يمكن ترك هذا العبء الثقيل على كتف عائلته ولابد للجميع مع أنصاره للتحرك لمنع إطلاق السجين قبل أن تبادر عائلته لإعطاء معلومات تخدم القضية.
إذا صمتنا عن هذا العدوان على الإمام والطائفة، فإننا سنقبل هتك أي رمز آخر وسنصل إلى وقت لا نستطيع الدفاع فيه عن أنفسنا وأموالنا وحقوقنا.
مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية تفرض علينا التحرك وعدم الصمت من أجلنا... قبل أن تكون من أجل الإمام حتى لا نكون شركاء في ظلمه واختطافه والإستهزاء بقضيته.
للمبادرة والتحرك ضد قرار وزير العدل وتحصينا لموقف المدعي العام ، صونًا للعدالة وحفظًا لحق الإمام وعائلته... لا تتركوه وحيدًا..
بادروا للاعتصام امام وزارة العدل لرفض اطلاق سراحه...
قال رسول الله  الأكرم (صلى الله عليه وآله): "أفضل الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل