من حاجز البربارة إلى منابر التحريض: من يعطي زهرا حق الكلام؟

السبت 20 أيلول , 2025 08:03 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في بلدٍ كلبنان، اعتدنا على انقلاب المعايير، لكن أن يصل الحدّ بأن يتحوّل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى "محاضر في الشرف والسيادة"، فتلك وقاحة فاقت كل تصور.

أنطوان زهرا، النائب السابق في تكتل " ميليشيا القوات اللبنانية"، والوجه الإعلامي الدائم لتحريضه المستمر على المقاومة، خرج علينا مؤخرًا يتحدث عن قلعة بعلبك، وكأنها ثكنة عسكرية لحزب الله، لا أحد أعطاه حق التحدث باسم بعلبك، ولا باسم من دفعوا أرواحهم في وجه المشروع الصهيوني الذي طالما رافقه ظله.

زهرا وحاجز البربارة: تاريخ من الدم على الهوية

كل لبناني يعرف ما يعنيه "حاجز البربارة" خلال الحرب. هناك لم يكن يُسأل المرء عن انتمائه السياسي أو جواز سفره، بل عن طائفته واسمه. وكان السكين هو الحكم.

أنطوان زهرا كان من أبرز من وقفوا هناك، وشاركوا في تلك الحقبة السوداء، حيث كان الدم يُسال لمجرد اسم أو انتماء ديني.

الدبلوماسيون الإيرانيون... لغزٌ ما زال بدون جواب

سنة 1982، خُطف أربعة دبلوماسيين إيرانيين في لبنان، بينهم القائم بالأعمال الإيراني في بيروت، وتم تسليمهم - حسب تقارير عدة - إلى الميليشيات العميلة لإسرائيل آنذاك القوات اللبنانية. اليوم، وبعد كل هذه السنوات، لا تزال القوات - بشقها السياسي - ترفض التعاون الجدي مع ملف التحقيق، رغم كل النداءات. لماذا؟ من يخاف من الحقيقة؟ ومن كان شريكًا في الجريمة؟

الحقد الأيديولوجي على الإسلام

من يتابع مسيرة زهرا يكتشف بسهولة أن عداءه للمقاومة ليس مسألة سياسية، بل أيديولوجية خالصة. هو ليس فقط ضد حزب الله، بل ضد البيئة الإسلامية بكاملها، خطاب طائفي مقنّع بشعارات السيادة، لا يخدم إلا مشروعًا خارجيًا واضح المعالم.

اليوم: من الدم إلى التحريض الإعلامي

أنطوان زهرا الذي لطالما هلّل للوصاية الأميركية والسعودية على لبنان، هو نفسه الذي يقف اليوم ليُحرض على قصف بعلبك. مدينة التاريخ والمقاومة. مدينة الشرفاء، التي لم تُهادن يومًا، ولم تكن يومًا في خانة الخيانة.

أيها العملاء، اصمتوا!

من تاريخه مليء بالخيانة، من كان يغني على أكتاف الاحتلال الإسرائيلي، من غطّى المجازر، ومن شارك في تقطيع أوصال الوطن طائفيًا، لا يحق له أن ينطق باسم الشرف. أنطوان زهرا وأمثاله لا يصنعون وطنًا، بل يعيدوننا إلى زمن الحرب، إلى زمن الحقد، إلى زمن السكين.

نحن أبناء بعلبك، أبناء المقاومة، لا ننتظر شهادة من أنطوان زهرا، ولا من المنظومة التي كانت ذراعًا محلية لمشاريع تل أبيب. من خان في الأمس لا يمكن أن يكون مصلحًا اليوم. والتاريخ، مهما حاولوا تزويره، لا ينسى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل