بين العشاء في بيروت والمجزرة في غزّة... أورتاغوس تحتفل بالدم

الجمعة 19 أيلول , 2025 12:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في لحظة مفصلية من تاريخنا، لحظة تُقصف فيها أرواح الأبرياء في غزّة وتُجتثّ فيها حياة الأطفال من أحضان أمهاتهم، خرجت علينا مورغان أورتاغوس، الوجه الأمريكي المعروف بـ"ديبلوماسيته الصارخة"، لتُجهض مشروع قرار في مجلس الأمن كان يُفترض أن يوقف حمّام الدم، أن يُدين الإبادة، أن يقول كلمة حق واحدة في وجه آلة القتل. لكنها لم تفعل.

من هي مورغان؟ هي نفسها التي تنتظر منها الحكومة اللبنانية اليوم أن "تستنكر" العدوان على لبنان، وكأنها لا تزال تتعامل مع شعوبنا على أنهم قطيع من السذّج، لا ذاكرة لهم، لا كرامة، ولا موقف. لكنها، ومعها آلة الدبلوماسية الغربية الكاذبة، لا تدرك أن ما يُبنى على الخداع، يسقط مع أول صرخة وجع حقيقية.

وفي بيروت، هناك من يستعدّ للاحتفال بها، لتكريم دورها "البارز" في تفكيك ما تبقى من خيوط الكرامة في هذا الشرق المنكوب. سيُقام لها العشاء الفاخر، وستُرفع الأنخاب على أنغام المجاعة، في بلد تُذلّ فيه الناس على أبواب الأفران والصيدليات والمستشفيات. أي انفصام هذا؟ وأي زمن رخيص وصلنا إليه؟

الدبلوماسية الزائفة: غطاء للإذلال وتجميل للجريمة

هذه ليست دبلوماسية، بل هي الوجه الناعم للاستعمار. هي الدبلوماسية التي تقول لك: "سنذبحك، وسنوقع اتفاقيات السلام مع دمك". دبلوماسية تُدين الضحية وتُكافئ الجلاد. أما المهرجون في هذا الشرق، فهم إما من يكتبون رسائل "للمجتمع الدولي" في عزّ القصف، أو من يفاوضون القاتل على أن "يُحسّن من أسلوب القتل فقط".

وأما بعض السياسيين عندنا، فقد صاروا يتغنون بالسلام مع كيان لم يترك حجراً ولا شجراً في غزّة ولبنان إلا ودكّه، يُريدون تطبيعاً يضمن لهم البقاء في كراسيهم، ولو سُحقت شعوبهم تحت جنازير الدبابات.

رسالة إلى من يهمه الأمر: لن نُسلم رقابنا

أيها المتحكمون برقاب شعوبكم، كفى عبثاً، كفى تواطؤاً، كفى حديثاً عن "الشرعية الدولية" وكأنها ميزان عدل. إن ما يجري اليوم هو وصمة عار في جبين البشرية، وفي جبين كل من يقف متفرجاً، وكل من يبحث عن موقع أو مكسب سياسي على حساب دمائنا.

وإلى أورتاغوس وأمثالها نقول: لا ننتظر منكم موقفاً، فقد سقط القناع، وسقطت معه كل قيمكم المزيّفة. نحن لا نطلب شفقتكم، بل نعلنها بوضوح: نحن لن نُسلم رقابنا، وسنقاوم، بكل ما نملك، وبكل ما تبقى من كرامة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل