الثبات ـ فلسطين
استشهد 15 مواطنًا فلسطينيًا وأصيب آخرون بجراح متفاوتة، مساء الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال باستهداف مركبة تقل عائلة نازحة على مدخل مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة.
ووفق "فلسطين أون لاين"، نقلا عن مصادر محلية، فإن طائرات الاحتلال قصفت المركبة أثناء محاولة أفراد العائلة النزوح جنوبًا، ما أدى إلى ارتقاء معظم من كانوا بداخلها.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من استهداف سيارة تقل عائلة نازحة غرب المدينة، أول أمس الثلاثاء، ما أسفر عن ارتقاء 5 شهداء وإصابة عدد من المواطنين جراء اندلاع النيران في المركبة.
وتتعرض مدينة غزة منذ أيام لقصف إسرائيلي عنيف ومتواصل، دفع آلاف السكان للنزوح القسري نحو الجنوب، في وقت بدأت فيه قوات الاحتلال عمليتها العسكرية لاحتلال المدينة بمشاركة فرقتين عسكريتين، مع خطط لضم فرقة ثالثة قريبًا.
ويأتي ذلك تزامنًا مع إعلان شركة الاتصالات الفلسطينية، انقطاع في خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة.
وقالت "الاتصالات الفلسطينية"، إنَّ هذا الانقطاع يأتي نتيجة استهداف عدة مسارات رئيسة مغذية للمنطقة في ظل العدوان المستمر.
وفي وقت سابق، حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من خطر وشيك لانقطاع كامل في شبكات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة بفعل الاستهداف المتعمد والمتكرر من جيش الاحتلال الإسرائيلي للأبراج السكنية والبنايات العالية في مدينة غزة، في إطار العدوان "الإسرائيلي" المتواصل.
ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ "إسرائيل" تسعى من خلال استهداف الأبراج السكنية والبنايات العالية إلى تحقيق أهداف متكاملة، أبرزها تعميق سياسة المحو العمراني التي تتصاعد منذ 11 أغسطس/آب الماضي في مختلف محاور مدينة غزة، وترهيب المدنيين ودفعهم إلى النزوح القسري نحو الجنوب، مع محو البيئة العمرانية التي تُمكّنهم من العودة مستقبلًا، فضلًا عن تدمير ما تبقى من البنية التحتية الحيوية لشبكات الاتصالات والإنترنت بما يفاقم عزلة السكان ويقوّض قدرتهم على توثيق الجرائم أو طلب الإغاثة.
وحذّر من أنّ انقطاع الاتصالات يعرقل بصورة خطيرة عمل الطواقم الطبية والإغاثية ويمنع وصولها إلى الضحايا، الذين يُحتمل أن يكون كثير منهم قد تُرك لينزف حتى الموت دون إمكانية إنقاذه، كما يحرم العالقين تحت الركام من طلب المساعدة، ويعطل تنسيق عمليات الإسعاف ونقل المرضى، ويمنع الاستجابة العاجلة للنداءات الإنسانية، الأمر الذي يضاعف أعداد الضحايا ويجعل الانقطاع أداة قتل غير مباشرة بقدر خطورة القصف المباشر.