قمة "الضعف والذل" العربي ــ نسيب حطيط

الإثنين 15 أيلول , 2025 10:34 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تداعى الحكام العرب لعقد قمة عربية في قطر استنكاراً لاعتداء "صديقتها إسرائيل" عليها ومحاولة اغتيال قيادة "حماس" الذين تستضيفها قطر من أجل الوساطة لإطلاق سراح الأسرى "الإسرائيليين". وتوهم المظلومون الفلسطينيون واللبنانيون واليمنيّون ببعض الأمل بعض الضوء في النفق العربي المظلم، وأن العرب قد استيقظوا أخيراً وقرّروا توحيد كلمتهم، لمواجهة "إسرائيل" التي يقيمون علاقات دبلوماسية معها واتفاقيات سلام، والتوقف عن دعمها، بعدما استطاع أنصار الله في اليمن حصار ميناء "إيلات" رداً على حصار غزة.
إن البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب الذي سيقرّه الرؤساء والحكام العرب ،أجهض كل الأحلام والتمنيات، وأصاب الجميع بالخيبة الدائمة التي لازمت كل قرارات العرب المتعلّقة بالعدو الإسرائيلي، والتي لا تبدي قوتها وحزمها إلا إذا تعلقت القرارات، بسوريا وحركات المقاومة وإيران، فبيانات القمة العربية تقررها بارك إسرائيل ويذيعها الحكام العرب بعد ترجمتها إلى العربية من الإنجليزية والعبرية.
البيان الختامي جامدٌ وميتٌ، ولا حياة فيه، ولا حزمً ولا كرامة ولا تهديدات، بل مدح لقطر التي سكتت ولم ترد على العنوان ووصف موقفها "بالحضاري" لأنها لجأت للقوانين الدولية ، ولجأت إلى مجلس الأمن الذي أصدر قراراً بإدانة القصف على قطر دون أن يسمي الفاعل" إسرائيل ومن أبرز نقاط هذا البيان الفارغ ما يلي:
- اقتصر هذا البيان على الاستنكار والإدانة وعلى تكرار كلمات بيانات الجامعات العربية، التي يتم استنساخها وتجديد تاريخ إصدارها.
- لم يأتِ البيان على ذكر أي قرار تنفيذي لمعاقبة إسرائيل على عدوانها، فلم يهدّد العرب بقطع العلاقات معها ولا بإغلاق سفاراتها أو إلغاء التعاون الاقتصادي والسياحي.
-  خلوّ البيان من أي استنكار للعدوان المستمر، مع أن لبنان يشارك في هذه القمة ويبدو أن" لبنان الجديد" المطبّع ضمناً، لم يقدم أي اقتراح للتضامن مع نفسه، لأن الذين تقتلهم إسرائيل في لبنان هم من المقاومة وطائفتها التي تعمل الحكومة لنزع سلاحهم.
- خلو البيان من أي قرار تنفيذي أو عملي لوقف العدوان على غزة، والاكتفاء بمطالبة المجتمع الدولي بوقف هذا العدوان والتخلي عن مسؤولية العرب لإنقاذ غزة.
- خلو البيان من أي استنكار ورفض للاحتلال "الإسرائيلي" لجنوب سوريا.
- الإشادة بالموقف الحضاري لقطر، بعدم الرد على القصف الإسرائيلي أو قطع العلاقات معها.
أثناء الحرب العربية والعالمية على سوريا أنذر العرب سوريا بلسان وزير خارجية قطر ساعة أو ساعتين للاستجابة للقرارات العربية قبل طرد سوريا منها، لكنهم الآن لم يحدّدوا للعدو "الإسرائيلي" مهلة زمنية ولم يرشقوه إلا بالورد، لأنه يقوم بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عنهم جميعاً ،للقضاء على المتمرّدين من المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين الذين يعيبون على الحكام عبوديتهم "للّات" الأمريكي و"العزّى الإسرائيلي".
قمة الضعف والذل والهوان العربي، قمة "أرذل العمر السياسي، لأمة تحتضر وتلفظ أنفاسها بعد التوقيع على كل التنازلات والثروات والأوطان للّات الأمريكي والعزّى الإسرائيلي، ورصد الأموال لنزع سلاح المقاومة في لبنان ولفرض التوطين الفلسطيني، لإنهاء القضية الفلسطينية وعدم قيام الدولة الفلسطينية ولو على جزء من جغرافيا فلسطين، بل تهجير ما تبقى من شعب فلسطيني ومحو فلسطين من الذاكرة.
قمة الضعف العربي في قطر ،تشريع للإبادة الجماعية في غزة وتشريع ورضا وقبول بمشروع "إسرائيل الكبرى" وتأييدٌ، للسيطرة الإسرائيلية على كل الوطن العربي لتقتل من تشاء وتغتال من تشاء في أي عاصمة عربية أو إسلامية، لأن إسرائيل قد أعلنت أن الشرق الأوسط الجديد ،سيكون خالياً من أي "مقاوم" للمشروع الأمريكي، وأن كل العواصم صارت غير آمنة، بل يمكن أن تكون متآمرة على من تستضيفه، ولن يكون هناك مكان للجوء "قيادة حماس" بعد سقوط سوريا وحصار المقاومة في لبنان!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل