بين حلم "إسرائيل الكبرى" والمعركة الكبرى: نصر من الله وفتح قريب

السبت 13 أيلول , 2025 12:42 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

منذ عقود، لم يتوقف قادة الكيان الصهيوني عن ترديد حلم "إسرائيل الكبرى"، ذاك المشروع التوسعي الذي لا يعترف بحدود، ويستند إلى سردية توراتية ملفقة يهدف من خلالها الاحتلال إلى ابتلاع فلسطين التاريخية والتوسع على حساب دول الجوار العربي، لا سيما الأردن وسوريا ولبنان. وبينما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة إحياء هذا الحلم، تحت مسمى "مهمة تاريخية وروحية"، تشتعل المنطقة بمعركة كبرى تُنذر بانهيار هذا المشروع إلى الأبد.

مشروع يتهاوى تحت وقع المقاومة

اليوم، يعيش الكيان الصهيوني واحدة من أحلك فتراته، وهو يقاتل على أكثر من جبهة؛ في غزة، التي تحولت إلى قلعة صمود تتحدى الحصار والنار، وفي جنوب لبنان حيث يُرعبه شبح حزب الله، القادر على قصف العمق الإسرائيلي بدقة وجدارة. ولم يعد الحديث عن "الجيش الذي لا يُقهر" إلا ذكرى ساخرة، بعدما أثبتت فصائل المقاومة قدرتها على نقل المعركة إلى داخل الكيان، واستنزافه سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.

المقاومة لم تعد "ظاهرة محلية"، بل تحولت إلى محور إقليمي واسع، ينسج خيوط الدعم بين غزة، وبيروت، وصنعاء، وبغداد، وطهران، لتشكل ما بات يُعرف بمحور المقاومة، الذي يتقن فن الحرب، ويجيد إدارة النفس الطويل.

من هرمجدون إلى الوهم السياسي

في تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، أبدى الإسرائيليون قلقًا غير مسبوق، مشيرين إلى أن بعضهم يرى في ما يجري بوادر حرب عالمية ثالثة، أو "هرمجدون" المنتظرة. هذه الرؤية المليئة بالتوجس ليست سوى انعكاس لفشل المشروع الصهيوني في تحقيق الأمن الذي وعد به قادته منذ 1948.

من المفارقة أن الحلم الصهيوني بالسيطرة والتوسع، يتزامن اليوم مع انهيار داخلي حاد: انقسامات سياسية، هجرة معاكسة، أزمة اقتصادية، وتراجع في الروح المعنوية لدى الجنود. أما الشعب الفلسطيني، فبرغم الجراح، يواصل المقاومة بكل الأشكال، ليُسقط حلم "إسرائيل الكبرى" تحت أقدام أطفال غزة، وصواريخ الجنوب، وتضحيات المرابطين في القدس.

معركة الوعي والكرامة

لم تعد المعركة مجرد صراع عسكري، بل أصبحت معركة وعي وكرامة وهوية. فشعوب الأمة باتت تدرك حجم الزيف في الرواية الصهيونية، وتستشعر قرب لحظة الانتصار، بعدما أثبتت المقاومة أنها السبيل الوحيد لاستعادة الأرض والحقوق. لا تسوية ولا تطبيع ولا صفقات قادرة على أن تُنهي صراعًا وجوديًا، عنوانه: "إما نحن أو هم".

نصر من الله وفتح قريب

بين حلم "إسرائيل الكبرى" وواقع المعركة الكبرى، يتشكل مشهد جديد في المنطقة، ملامحه تقول بوضوح: "الاحتلال إلى زوال". قد يطول الطريق، وتكثر التضحيات، لكن حتمية التاريخ والجغرافيا والمقاومة، تُشير إلى أن النصر ليس وهمًا، بل وعدًا ربانيًا: "وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين" – سورة الروم.

وها هو هذا الوعد يقترب، وتتهاوى أوهام التفوق الصهيوني، ليُكتب فصل جديد من فصول العزة في تاريخ الأمة: "ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل