أقلام الثبات
على من الدّور التالي؟.. هو السؤال الذي يقضّ مضاجع رؤساء وملوك وأمراء دُوَل عربية وخليجيّة، مطبّعة مع "اسرائيل" او خاضعة كلّيا للولايات المتحدة منذ السابقة الخطيرة التي تمثّلت باستهداف قطر يوم الثلاثاء الفائت. وهو لا شكّ يمثّل تطوّرا خطيرا ونقلة استراتيجيّة كبرى تفتح ابواب المنطقة برمّتها امام حقبة اكثر خطورة.. امس الخميس، سارعت القاهرة الى توجيه رسالة للولايات المتحدة، حملت تحذيرا من عواقب وخيمة في حال قامت "اسرائيل" بتنفيذ ضربات على اراضيها- وفق ما ذكرت شبكة "سي ان ان" الاميركية، وذلك بعد تلقّفها معلومات
استخبارية تؤكد بأنّ "اسرائيل" تنوي استهداف قيادات فلسطينية مقيمة على اراضيها منذ زمن طويل!.
هذا في وقت نقل موقع "واتسون" السويسري، عن كبير المحلّلين السياسيين "الاسرائيليين" ناحوم برنياع، " انّ تل ابيب انطلقت في ترجمة مشروع "اسرائيل الكبرى" على الارض منذ اعلن نتنياهو عزم "تغيير الشرق الاوسط"، مُبيّنا -ردا على عاصفة الإدانات التي خلّفها استهداف الدوحة القطرية، انّ المدى الحيوي لأمن "اسرائيل" يمتدّ من المحيط الى الخليج، وانّها لن تتردد في إعادة قصف قطر مرّة اخرى لتصفية قادة حماس طالما وجدت ضرورة لذلك!
المؤكّد انّ نتنياهو لم يقم بالهجوم على قطر من دون علم الولايات المتحدة وتحديدا، من دون إيعاز منها. فهل يمكن تصديق انّ جيش الولايات المتحدة وأجهزة استخباراتها وكلّ الإمكانيات الالكترونية للرّصد والمراقبة والأقمار الصناعية في عموم الشرق الاوسط، لم ترصد هجوما "اسرائيليا" وشيكا على قطر؟!.. من دون اغفال تأكيد الاعلام "الاسرائيلي" وكبريات الصحف الأميركية والغربية، انّ الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم على قطر.. أبعد من ذلك اكّدت مواقع اخبارية عبرية- وضمنا موقع" حدشوت للوتسنزورا"، " انّ ترامب ارسل عرضا مزيّفا بهدف جمع كبار قادة حماس في الدوحة لاغتيالهم جميعا"!
وكانت القناة 12 العبريّة قد نقلت عن مسؤول "اسرائيل" قوله" إنّ الرئيس ترامب اعطى الضوء الاخضر للهجوم"، واكدت في الوقت نفسه المعلومات التي تمّ تناقلها ومفادها انّ طائرات استطلاع اميركية وبريطانية كانت تحلّق في سماء قطر قبل الهجوم!
تؤكد معلومات 3 مصادر صحفية غربية، انّ الهجوم على قطر لن يكون الأوحد في مرحلة خطيرة جدا تشهد مخاض تحقيق حلم "اسرائيل الكبرى"، والذي لن يستثني دولا خليجية وصولا الى السعودية.. الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن وفي مقال له في موقع "آي بيبر" الإخباري البريطاني، اوضح بدوره انّ ما من دولة في المنطقة ستكون من الآن وصاعدا خارج الإستهداف "الاسرائيلي" حتى ولو كانت حليفا مقرّبا لواشنطن، ولم يستبعد ان تبادر المقاتلات"الاسرائيلية" في اي لحظة، الى شنّ غارات على دولة عربية حليفة لواشنطن بزعم تواجد قيادات فلسطينية على اراضيها، في وقت برز عنوان لافت لصحيفة "هآرتس" العبرية اليوم: " تركيا فد تكون الهدف التالي لإسرائيل بعد قطر"!
هي تركيا التي باتت تل ابيب توجّه لها رسائل بالنار منذ إسقاط الدولة السورية وحيث كان آخرها الضربات الجوية "الاسرائيلية" التي استهدفت عشيّة الهجوم على قطر، مقارا وقواعد في محافظات سوريّة تشغلها قوات تركية، والتي استفدمت الى بعض هذه القواعد العسكرية اعتدة ودفاعات جويّة بادرت المقاتلات "الاسرائيلية" الى قصفها ما اسفر عن مقتل 4 واصابة العشرات من الضباط والجنود الأتراك-وفق ما اكدت معلومات صحفية تركية.. في رسالة واضحة الى انقرة :" اسرائيل تريد "تسيُّد " المنطقة من دون منافسين حتى لو كانوا حلفاء
لها!
وفيما بدأ محلّلون وخبراء عسكريون في الكيان، يشيرون الى انّ قطر بعد استهدافها، ستنضمّ الى مصر وتركيا في الضفّة الأخرى خصوصا اذا ما عاودت "اسرائيل" استهدافها مرّة اخرى كما اعلن بنيامين نتنياهو، برز تقرير لافت نشرته صحيفة " لا ستامبا" الايطالية، وفيه" انّ ضربة "اسرائيل" للدوحة القطرية وبدعم كامل من ادارة ترامب، ترسل موجات صدمة الى الرياض وابو ظبي والقاهرة. رغم ولاء ثنائيّ الخليج المطلق لاميركا-ترامب، لكنّ الاخير بعقليّته المثيرة للجدل ونرجسيّته وتقلُّب مزاجه وشيمة الغدر التي يتّسم بها، يستطيع الانقلاب في ايّ لحظة، حتى على اقرب المقرّبين اليه، فكيف اذا كان الأمر يتعلّق بدول خليجية ينظر اليها ترامب باستعلاء ويعتبرها خاضعة تماما لبلاده طلبا للحمايه.. بل له شخصيا-وفق اشارة الصحيفة
وعليه، لا يمكن التكهّن بمدى خطورة الاحداث القادمة على المنطقة، في لحظة مفصليّة يُعاد فيها رسم الخرائط في الإقليم، بل العالم، خصوصا عندما يقرّر الرئيس دونالد ترامب تحويل تسمية وزارة الدفاع في الولايات المتحدة الى وزارة الحرب، وسيّما بعد نشره كلمات لافتة وغامضة عبر منصّة "نروث"سوشال" متوجها فيها الى العالم:" لا شيء يمكنه ان يوقف ما هو قادم!
اما وانّ القرار الاميركي ذاهب الى النهاية في العبث والضّرب يمينا وشمالا في المنطقة وخارجها-عبر الذراع "الاسرائيلية".. فلقد وصلت الى بيروت تقارير من احدى العواصم الاقليمية التي لا تدور في الفلك الاميركي، حذّرت من" رياح ساخنة " في طريقها الى بعض دول المنطقة -وضمنا لبنان!
التقارير التي حذّرت بعض الشخصيات الامنية اللبنانية، من تحضّر طائرات اميركية لتنفيذ عمليات ضدّ اهداف محددة "معادية" تتزامن مع عمليات "كوماندوز" اسرائيلية في البقاع قد تصل الى محيط العاصمة بيروت، ذكّرت بالوثائق السرّية التي تمّ الكشف عنها بعد التسريب الاستخباري، وتتعلّق بخطّة اميركية-"اسرائيلية" "لتصفية" حزب الله تحت اسم "مطرقة الله".. لكن!
الحزب الذي يضع كل الاحتمالات بالحسبان، والذي رغم حال التكتّم الشديد الذي يلفّ منظومته العسكرية والامنية وكل ما يتعلّق بقادته الجُدد وعشرات الالاف من مقاتليه، يبدو انه أعدّ العدّة لمواجهة اي سيناريو معادي شرقا وجنوبا- وفق ما المحت شخصيات لبنانية.. وسط معلومات صحفية غربية نقلت عن ضابط الاستخبارات الاميركي السابق سكوت ريتر اشارته، الى انّ حزب الله سيقاتل هذه المرّة قتال الإستشهاديين، في عودة ربما الى حقبة الثمانينات..
وإذ توقع -نقلا عما اسماها "تقارير موثوقة"، ان تسدّد حركة "انصار الله" اليمنيّة، ضربة وشيكة غير مسبوقة في العمق "الإسرائيلي" لا تشبه سابقاتها، تمثّل نقلة نوعية في المواجهة، لم يستبعد ان تتزامن هذه الضربة مع اخرى " لمقاتلي حماس في غزّة، تهزّ شباك الاروقة الأمنيّة والاستخبارية في "اسرائيل!
رياح ساخنة الى المنطقة.. " سيناريو اميركي مباغت ضدّ لبنان"! _ ماجدة الحاج
الجمعة 12 أيلول , 2025 09:52 توقيت بيروت
أقلام الثبات

