"إسرائيل" تقصف قطر... فينجو التطبيع و"الجزيرة" _ د. نسيب حطيط

الخميس 11 أيلول , 2025 08:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد ساعات على قصف العدو "الإسرائيلي" إمارة قطر ومحاولة اغتيال قيادة "حماس"، نقلت قناة الجزيرة القطرية الخطاب المباشر لرئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، الذي تباهى فيه باغتيال قيادة حماس وأعلن عن مسؤوليته عن العملية وهدّد بأن المحطة الثانية ستكون في تركيا؛ حليفه الاستراتيجي وحليفة حماس؛ كما حال قطر.
تقدّم "إسرائيل" الدليل تلو الدليل أنها لا تعترف بسيادة أي دولة في منطقة الشرق الأوسط، ولا تحترم حلفاءها ولا أصدقاءها ولا أدواتها ولا عملاءها، فكل العرب بالنسبة إليها من "الأغيار" العبيد، سواء كانوا برتبة ملك وأمير ورئيس، أو مقاوماً أو جندياً أو شخصاً عادياً.
أسقطت "إسرائيل" منظومة "الوهم" الخليجي، بشراء الأمن الخليجي بالتطبيع مع "إسرائيل"، وإقامة القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية، ودفع الجزية للأمريكي والهدايا، وأهمها التخلي عن فلسطين والحرب على حركات المقاومة في لبنان واليمن والعراق.. وقدّم العرب هديتهم الكبرى "لإسرائيل" وأمريكا بإسقاط "سوريا" وتسليمها للجماعات التكفيرية، التي أعلنت عدم العداء مع "إسرائيل" وتواصل اجتماعات التطبيع وتشريع الاحتلال "الإسرائيلي" للجنوب السوري.
لا يمكن لأي دولة عربية أن تقدم خدمات "لإسرائيل" وأمريكا كما قدمت قطر على مستوى الإعلام والسياسة، فقناة الجزيرة قادت "الربيع العربي"، وفبركت الأحداث وكانت المقاتل الأساس في كل الساحات العربية، وكانت الجزيرة عين الاحتلال في فلسطين وغزة خصوصاً، وما خفي كان أعظم.
أحرج القصف "الإسرائيلي" لقطر، المسؤولين القطريين، ومعهم كل المطبعين والمستسلمين العرب المهرولين، لتقبيل أيادي العدو "الإسرائيلي" مقابل البقاء في الحكم ووضعهم أمام احتمالين، وكلاهما مر.
- الاحتمال الأول أن "إسرائيل" قصفت قطر دون إبلاغها، وهذا يحرج المسؤولين القطريين الذين لم يستطيعوا تحصيل احترام السيادة والأمن الوطني القطري، وهم الذين يتعاملون مع "إسرائيل" منذ التسعينيات.
- الاحتمال الثاني أن "إسرائيل" احترمت قطر وأبلغتها بالعملية، كما أبلغت أمريكا، وهذا إشكالية كبرى تدين قطر.
والسؤال الأهم: إذا كانت أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، "قاعدة العيديد"، في قطر وكل أجهزة الإنذار الأمريكية والسعودية والخليجية التي أنفق الخليجيون مئات المليارات من الدولارات عليها لم تكتشف ولم تتصد للطائرات "الإسرائيلية"، كما كانت تتصدى ولا تزال للمسيّرات والصواريخ الإيرانية واليمنية، يكشف مهمتها الأصلية، بأنها لمساعدة "إسرائيل" وتهديد إيران وحركات المقاومة وليست لحماية حكام الخليج وشعوبه الذين يتكفلون بكل نفقاتها ومصروفاتها.
والسؤال للمطبّعين والمستسلمين في لبنان: هل كانت "حماس" تملك سلاحاً في قطر يهدّد الأمن "الإسرائيلي"؟
هل السلاح القطري يهدّد "إسرائيل"؟
هل إن "سوريا - الجولاني" تهدّد الأمن "الإسرائيلي"؟
هل سلاح السلطة الفلسطينية يهدّد "إسرائيل"؟
كل هؤلاء يخدمون ويتعاملون مع "إسرائيل"، ومع ذلك لم تتوقف "إسرائيل" عن قصف سوريا وقصف قطر وحصار السلطة الفلسطينية، بل وتهدد تركيا بالقيام باغتيالات وعمليات أمنية ضمن ما يعرف "بالقصف السري".
أيها اللبنانيون المهرولون للتطبيع ونزع سلاح المقاومة: ماذا تستطيعون أن تقدموا "لإسرائيل" سوى رأس المقاومة، ولن تحترمكم "إسرائيل" لأنها أُتخمت بالعملاء؟
فلا أنتم تملكون المال الذي تملكه قطر ولا تملكون الدور السياسي الذي تملكه قطر ولا تملكون السلاح النووي الإعلامي الذي تملكه قطر، مع أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية تحاول أن تكون، كمحطة الشرق الأوسط التلفزيونية التابعة وإذاعة "صوت الأمل" لجيش "لحد".
لا يمكن التفاوض مع "إسرائيل" وأمريكا إلا بالقوة ولا تعترف "إسرائيل" وأمريكا إلا بالأقوياء ولا تحترمان المعاهدات والاتفاقات والقوانين الدولية، بل تحترمان وينصاعان للقوة المقاومة التي تلحق بهما الخسائر.
فهل أنتم مصرون على نزع سلاح القوة من لبنان لكي تستبيحه "إسرائيل" ثم تحيلكم إلى التقاعد وتترككم على أرصفة الانتظار كما تركت أنطوان لحد وجيشه على "بوابة فاطمة" أو كما تركت القوات في دير القمر لإخراجها "بالباصات" أو كما تركت أمريكا، الشاه ومنعته من العلاج في أمريكا فآواه الرئيس السادات.
استفيقوا واستيقظوا... ولا تحملوا خطيئة قتل المقاومة..
انتصر الخليج بعدما نجا التطبيع والصداقة مع "إسرائيل"، أما الكرامة فأمر ثانوي يمكن العيش بدونه!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل