"الإعلامي المغمور"... "ناقل الخبر" الذي يحاول أن يصبح "ناقل نفط"

الإثنين 08 أيلول , 2025 06:54 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في زمن الانهيارات السياسية والأخلاقية، يظهر علينا بين الفينة والأخرى من يُصرّ على إعادة تدوير نفسه كصوت "قوي"، وكأن بيع المواقف صار تجارة موسمية كلما اقترب موسم الحج إلى سفارات النفط.

أحد وجوه "النتوءات الإعلامية" في لبنان، خرج مؤخراً بادعاء فريد من نوعه: أن حياته مهددة من قبل "أنصار الله" في اليمن. واللافت أن هذا الادعاء لا يأتي في سياق تحقيق صحفي أو كشف معلومات أو حتى تحليل استراتيجي، بل في توقيت لا يمكن فصله عن زيارة يزيد بن فرحان إلى بيروت.

إن قراءة المشهد لا تتطلب كثيرًا من الذكاء:

رجل إعلام محسوب على محور شر معروف الانتماء والتمويل، يتذرع بخطر "الحوثيين" على حياته، قبل وصول مبعوث سعودي، في وقت تحاول فيه بعض الأصوات اللبنانية أن تثبت ولاءها للرياض وواشنطن وتل أبيب، والغاية؟ بكل بساطة: رفع سقف السعر.

فليتفضل الإعلامي المغمور ويشرح لنا:

ما الذي يجعل أنصار الله، الذين يواجهون تحالفًا دوليًا بقيادة الرياض وبدعم غربي وإسرائيلي، يخصصون وقتًا من معركتهم الوجودية لتهديد إعلامي لبناني بالكاد يعرفه الشعب اللبناني خارج إطار "برنامجه المحاور"؟

بأي منطق يُهدد رجل لا يملك التأثير ولا الموقع ولا حتى القاعدة الشعبية؟

هل تحوّل إلى رمز وطني يمني دون أن نعلم؟ أم يعتقد نفسه ناقلة نفط عملاقة ترفع العلم الصهيوني في البحر الأحمر؟

"التهديد" هو رسالة... لكن ممن؟

الرسالة ليست من صنع اليمن، بل هي من صنع صاحبها، أراد أن يصرخ: أنا هنا! خذوني! موالي لكم! مهدد من أعدائكم!

وكأن الإعلامي الذي اعتاد الجلوس خلف الطاولة لينتقي أسئلته بحذر بات يبحث اليوم عن دور أكبر في لعبة المحاور الكبرى.

ما لا يفهمه المغمور ومن على شاكلته...

أن أنصار الله لا يلتفتون إلى هوامش الحرب النفسية، ولا يقيمون وزنًا لمن يحاول أن يُجَيِّر المظلومية لصالحه وهو يقتات من بلاط الأنظمة التي تآمرت على اليمن لسنوات.

من يهدد اليمن بالسلاح تُرد عليه الصواريخ. ومن يهدده بالكلمة تُرد عليه الكلمة. أما من يهدده بالكذب والتضليل... فلا يُرد عليه أصلاً.

"الإعلامي المغمور"... ليس هدفًا يمنيًا، ولا حتى عارضًا في مسرح الأحداث. هو مجرد صوت يبحث عن ضجيج، في زمن ساد فيه الصمت على الحقيقة، وارتفع فيه صراخ الزيف.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل