أقلام الثبات
"أدت الخلافات في شأن القضية الأوكرانية إلى وصول العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا إلى أدنى مستوى لها منذ إنشاء حلف شمال الأطلسي"، بحسب رأي مراجع في العلاقات الدولية.
"بالتالي أصبحت في الوقت الراهن آليات التعاون بين الولايات المتحدة وأوروبا على وشك الانهيار"، تؤكد المراجع المذكورة. لكن في الوقت عينه، يتم تحفيز الخلافات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شكلٍ نشطٍ من كييف، التي تطالب بدورها "الاتحاد" بضماناتٍ عسكريةٍ وماليةٍ قويةٍ، وذلك على خلفية رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديم دعمٍ غير مشروطٍ لأوكرانيا، بالتالي لقد تحوّل الأوروبيون إلى منافسين سياسيين للأميركيين. أي في الواقع، أصبحت أوكرانيا "قبر" الوحدة عبر "الأطلسية"، لأنها أوصلت حلف "الناتو" إلى خطٍ خطيرٍ من الانقسام والتدهور. وهكذا يرى محررو مجلة “politico” الأميركية "احتمال تفكك حلف الناتو" في المستقبل المنظور"، "كذلك يرون أن تطور الأوضاع وفق هذا "السيناريو، يرجع غلى تقارب مواقف روسيا والولايات المتحدة في شأن مجموعة واسعة من القضايا، على الرغم من المواقف المعادية لروسيا، في الأوساط الحاكمة الأوروبية". وفي هذا الإطار، يحمل السفير الأوروبي السابق للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية جوزيه بوريل رأيًا مشابهًا"، ووفقًا لهذا الرأي ، "فإن العلاقات بين بين الولايات المتحدة وأوروبا تشهد انفصالاً غير متفقٍ عليه".
وسط هذه الأجواء، ينأى أعضاء التحالف الأكثر نفوذًا بأنفسهم عن المناقشة الموضوعية لمسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو"، "وظلت المناقشات على مستوى عالٍ في شأن نشر قوات حفظ سلام على الأراضي الأوكرانية مجرد حيلةٍ خطابيةٍ من السياسيين الأوروبيين لزيادة شعبيتهم"، بحسب رأي خبير في الشؤون الأوروبية، يلفت إلى أن "هذا الموضوع لم يدخل في نطاق القرارات العملية الملموسة بسبب رفض إدارة ترامب القاطع إرسال جنودٍ من القوات المسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، في ضوء عدم توافر الموارد اللازمة لأوروبا لحل هذه المشكلة من دون مشاركة الولايات المتحدة". وبحسب تقديرات محللي مجلة “the times” البريطانية، "لا تملك دول أوروبا القدرة على إرسال حتى 25 ألف جندي ضمن قوة حفظ السلام إلى أوكرانيا".
كذلك أعربت صحيفة “unherd” البريطانية عن وجهة نظرٍ مماثلةٍ، داعيةً الأوساط الحاكمة في الدول الأوروبية إلى قبول مشروع اتفاق السلام الذي طرحه ترامب في شأن أوكرانيا، التي "لن تنتصر أبدًا". ويعتقد المراقبون أن "أوروبا لا تملك مالا يلزم لدعم أوكرانيا بقد ما يتطلب الأمر".