" عودة الى العمليّات الإستشهاديّة".. حرب إقليميّة على الأبواب؟! - ماجدة الحاج

الخميس 04 أيلول , 2025 07:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

هل تستعدّ المنطقة لحرب إقليميّة ستُشعلها "إسرائيل" بقرار اميركي؟ ام أبعد من ذلك؟ وهو بالظبط ما "بشّر" به الرئيس دونالد ترامب بتغريدته اللافتة والغامضة منذ ايام متوجّها للعالم ببضع كلمات "ترقبوا هناك حدث كبير وضخم سيحدث"؟  لماذا يتمّ تزويد الملاجىء في "اسرائيل" بمخزونات من المعلّبات الغذائية والمياه ومولدات كهرباء وأدوية بكميّات ضخمة تكفي لمدة طويلة؟ وتتمّ صيانة اللوحات الإلكترونية التي تقفل الملاجىء مصحوبة بإجراءات امنيّة استثنائية "تخوّفا من تسلّل مخرّبين"؟- وفق ما نقل شهود عيان من المستوطنين عن مسؤولين امنيّين؟ هل هناك تخوّف فعلي في الكيان من اقتحام مسنوطنات اذا ما اشعل نتنياهو فتيل حرب اقليميّة مُرتقبة من قِبَل مقاتلي حزب الله او "انصار الله" اليمنيّين أو كلاهما؟ -وفق ما سمعه مراسل صحيفة "هآرتس" العبريّة في واشنطن عن "ضابط كبير" في جهاز ال "سي آي اي"؟

هل ستنطلق شرارة هذه الحرب من الجبهة اللبنانية؟ او مباشرة عند تجدّد الحرب بين ايران و"اسرائيل" التي ازدادت مؤشراتها مؤخرا، والتي لن تكون كسابقتها هذه المرّة؟ والتي قد تندلع خلال شهر ايلول الجاري-وفق تقدير مجلّة "فورين بوليسي" الاميركية، مشيرة الى انّ ايران تستعدّ لحرب ستكون "حاسمة" مع "اسرائيل"!

بعد الكشف عن وثائق البنتاغون الخطيرة المتعلّقة بلبنان، مُلحّقا بكلام السيناتور الاميركي المقرّب من "اسرائيل" ليندسي غراهام وتصريحه عن "الخطة ب" اذا لم يتمّ التوصّل الى "نزع" سلاح حزب الله.. باتت معلومات صحافية لبنانية تتحدّث في الآونة الاخيرة عن "تحضُّر اميركي-اسرائيلي لمعركة كبرى في لبنان"..

فهل يبادر نتنياهو الى شنّ حرب جديدة على لبنان بإيعاز اميركي لعدم إتاحة الوقت الذي يسمح لحزب الله بإعادة ترميم صفوفه؟ ام يكتفي بإعلاء وتيرة التصعيد وعمليات القصف الجوّي للمناطق الجنوبية؟.. علما بانّ سعي الثنائي الاميركي- "الإسرائيلي" الى اخراج قوّات اليونيفيل من جنوب لبنان، يرمي بأحد اهدافه الى "إخلاء الساحة" لإسرائيل لضمّ كامل منطقة جنوب الليطاني. فيما بدأ الحديث عن "منطقة ترامب الاقتصادية" في جنوب لبنان والتي سيُمسَح لأجل تحقيقها اكثر من 25 بلدة جنوبية على الحدود مع فلسطين المحتلة، وحيث ستكون هذه المنطقة تحت ادارة امنيّة اميركية مباشرة بعد مغادرة اليونفيل"!

بإطباق "اسرائيل" على بلدة "رخلة" السوريّة ذات الموقع الإستراتيجي، اصبحت قواتها على بُعد 20 كلم من دمشق، 50 كلم من بعلبك و60 من بيروت.. معهد القدس للإستراتيجيا والامن، كان ذكر انه "في خلال المواجهة القادمة مع حزب الله ، الارجح ان تكون منطقة بعلبك-الهرمل- التي تُتعبر معقلا استراتيجيا للحزب- وفق توصيفه، نقطة انطلاق لعملية "اسرائيلية مرتقبة"..وبعد قرار حكومة نواف سلام الخطير تجاه "نزع " سلاح الحزب، ارتفع منسوب تحذيرات اجهزة امنية لبنانية من تمدّد "اسرائيلي" محتمل باتجاه البقاع توازيا مع "تحريك" جماعات !ارهابية من جنسيات اجنبية من الجانب السوري                 التحذيرات تقاطعت مع ما كانت ذكرته صحيفة "الاخبار" اللبنانية، والتي تحدّثت عن مؤشرات متزايدة لاحتمال انشاء نقاط احتلال اسرائيلية "بقاعية" شبيهة بالنقاط الخمس الجنوبية التي تُطبق عليها "اسرائيل" والتي اصبحت ثمانية، بهدف عزل منطقة البقاع عن باقي الاراضي اللبنانية!

وإزاء هذا المخطّط الخطير الذي تقوده اميركا-ترامب عبر ذراعها "الاسرائيلية" وبعد اعلان نتنياهو على الملأ خريطة "اسرائيل الكبرى" الذي انطلق لتحقيقها امام أعيُن أمّة المليارّي مسلم، والتي ستبتلع لبنان ضمنا، يقول الحاخام الاسرائيلي" موشي مائير" نحن ننتظر بفارغ الصبر تسليم حزب الله سلاحه للدولة لنحقّق طموح دولتنا الكبرى باحتلال لبنان"، ويضيف" بدأنا منذ اشهر بتوزيع الخارطة الجغرافيّة لبلادنا الموعودة، الخالية تماما من وجود فلسطين ولبنان ..

وهذا بتسلئيل سموتريتش- وزير المالية "الاسرائيلية" يُعلن على الملأ" انّ النقاط التي نحتلّها في جنوب لبنان لن نسلّمها حتى ولو سلّم حزب الله سلاحه وسنبني مساكن في جنوب لبنان، ومبدأ الخطوة بخطوة بالنسبة لإسرائيل، يعني لبنان يتراجع خطوة، وإسرائيل تتقدّم خطوة".. والمضحك المبكي ان يطلّ رئيس بلديّة المطلّة الصهيوني الذي لم يكن يتجرّا على التجوّل وباقي مستوطنيها في شوارعها خوفا من ضربات حزب الله في فترة إسناد غزّة، ويُعلن متبجّحا على الملأ:" سأرتشف القهوة في بيروت العام المقبل، عندما تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله".. لكن للحزب رأيٌ آخر!

حزبُ الله-العسكري الذي يُقلق واشنطن وتل ابيب إزاء مآل مصير عديد قوّاته الذي يضمّ عشرات الآلاف، ومحاولة فكّ شيفرة" اين اختفوا" يبقى العقبة الكبرى امام ترجمة المخطّط المعادي، كما ذهاب الدولة اللبنانية الى التطبيع مع "اسرائيل".. لا يُعرّف اي شيء عن قادته الجُدد، والغموض يلفّ كلّ ما يتعلّق بترسانته "الفعليّة" وقدراته العسكرية الحالية بعد 10 اشهر من توقيع اتفاق وقف اطلاق النار.. فترة كافية لإعادة لملمة الصفوف وإصلاح الثغرات القاتلة التي نفذت من خلالها "اسرائيل" الى تسديد ضرباتها في ملعب الحزب، والأهمّ، النقطة الأخطر التي تفوّقت فيها "اسرائيل" على الحزب.. وفق معلومات صحافية روسيّة، فإنّ الحزب زُوّد بأجهزة تكنولوجيّة متطوّرة من دولة اقليمية.

ابعد من ذلك، واستنادا الى تحليلات خبراء عسكريين وقادة سابقين في الجيش "الاسرائيلي"، فإنّ "اسرائيل" تلاحق افرادا من الحزب يتحرّكون فوق الارض، وهم موضوعون اصلا ضمن الداتا السابقة.. لكن الآن كلّ شيء غامض. على "اسرائيل" ان تعلم قبل فوات الأوان، انها باتت امام "حزب الله جديد" بقادة يافعين أشدّاء.. والأخطر، عودته الى تكتيكات نشأته الاولى التي طبعت انطلاقته العمليّات الاستشهادية..

لربما جُهّزت فِرَق الإستشهاديّين الذي عزّز احتمالها كلام الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وتوعُّده "اسرائيل" بانّ القتال معها هذه المرّة سيكون "كربلائيّا".. طالما انّ الخطر على الحزب وحاضنته الشعبية الواسعة بات وجوديّا.. بل على لبنان بأسره، وطالما انّ اللعب بات "على المكشوف" في في لحظة مفصليّة تمرّ بها المنطقة امام عجلات قطار "اسرائيل الكبرى"، هي الأخطر على الإطلاق.

موقع "حدشوت بزمان العبري"، اختصر واقع "اسرائيل" ومصيرها ببضع كلمات:" نحن على ابواب حرب كبرى ستكون الأخيرة والحاسمة".. وهي نفسها التي تعتبرها ايران ايضا وحلفاؤها، ولذا كان التحذير الايراني واضحا عقب حرب ال 12 يوما في شهر حزيران الماضي :" الحرب القادمة مع "اسرائيل" ستكون آخر الحروب".

هي مرحلة شدّ الأحزمة في المنطقة ولبنان ضمنا، خصوصا عشيّة جلسة نزع السلاح" الحكومية المرتقبة غدا الجمعة المجهولة التداعيات، والتي ستواكَب بوصول مبعوثة ترامب مورغان اورتاغوس الى بيروت نهاية الأسبوع-اي بعد الانتهاء من الجلسة، ولكن هذه المرّة ستكون برفقة قائد القيادة الوسطى الاميركية براد كروبر، يعني لقاءات امنية فقط، مع مسؤولين امنيّين حصرا..فهل ستتدخّل واشنطن "عسكريا" الى جانب الجيش لنزع سلاح حزب الله؟!

ما بات مؤكدا، انّ الثغرات السابقة القاتلة التي تسبّبت في الحاق الضربات القاسية بمحور المقاومة، قد تمّ تجاوزها.. "هذه المرّة لن تستفرد "اسرائيل" بكل جبهة على حدى، وسنكون امام احداث صادمة".. وفق ما لفتت شخصيّة امنيّة لبنانية سابقة، ألمحت الى انّ حزب الله سيكون بواجهة حدث كبير يشكّل "أمّ المفاجآت" القادمة!                                          


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل