خاص الثبات
في خضم الحقد الصهيوني المتجذر، خرج علينا أفخاي أدرعي – مرة أخرى – ليكرر تطاوله المعتاد على رموز المقاومة، وهذه المرة في حق رجلٍ لم يعد مجرد قائد، بل بات أيقونة في وجدان شعوب، وحبيبًا خالصًا في قلوب الأحرار: سماحة الشهيد الأقدس السيد حسن نصرالله، حارس الكرامة، وصوت المظلومين، وخنجر الحق في خاصرة الباطل.
أدرعي، الذي يمثل جيش احتلال لا يعرف من الشرف شيئًا، تجرأ على إطلاق كلامٍ أرعن، مدّعيًا أن الشعب اللبناني لا يحب السيد، وكأن القلوب تُقاس بالتصريحات الفارغة، وكأن الجماهير تُقاد بالأكاذيب الملفّقة.
لكن الحقيقة، يا أفخاي، أنك كلما نطقت، عززت قناعة الأحرار بمسارهم، وأثبتّ – من حيث لا تدري – أن القائد الذي تهاجمه، قد أصابكم في مقتل، وأن خطّه المقاوم لا يزال يشكّل التهديد الأكبر لجيشكم "الذي لا يُقهر" والذي قُهر مرارًا على يد هذا الرجل ومن خلفه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
اليوم، وفي الوقت الذي تنفث فيه سمومك، يحتفل أهل السماء بميلاد سيد المجاهدين، الشهيد الحيّ في القلوب، السيد حسن نصرالله. نعم، الشهيد بمعناه الحقيقي، لأن من قدّم عمره، وكرّس حياته للمقاومة، وسلك درب الشهداء، هو منهم وإن تأخر جسده.
أدرعي، أنت لا تفهم معنى أن يكون الإنسان محاطًا بحبّ الناس، لا بتكليفٍ ولا بخداع إعلامي، بل بحقيقة تتجلى في كل بيتٍ جنوبي، في كل قلبٍ حرّ، في كل أمّ زغردت لشهيد وقالت: "نفسي فداء السيد".
هل تعلم لماذا تحبه الناس؟
لأنهم رأوا فيه من صدق موسى، وصبر أيوب، وشجاعة الحسين.
لأنهم حين يسمعون صوته، يستحضرون زمن الانتصارات، ويتذكرون أيام الذلّ التي أزاحها.
لأنهم يرونه بوابة للكرامة، وعنوانًا للأمان، وراية لا تنكسر رغم تهويل أمثالك.
أما أنت، فأقصى ما تستطيع فعله، أن تكتب تغريدة تحاول فيها طمس النور، فهل يُطفأ نور الله بتغريدات المرتزقة؟
ختامًا، نقولها لك:
كل عام… وهو الحبيب،
وكل شمعة… تذوب من الشوق لرؤياه،
وكل قلب… يهتف: نحن على العهد يا نصر الله،
وسيظلّ الشهداء في أعالي الجنان، حيث لا مقام لجنود الاحتلال،
ولن يُغيّر صراخكم شيئًا من حقيقة أن السيد نصرالله سيظل رمزًا خالدًا… أحببتم أم كرهتم.