"رويترز" تحت المجهر؛ سياسة تحريرية تصب لصالح كيان الاحتلال

السبت 23 آب , 2025 12:58 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

كشف تحقيق استقصائي نشره موقع "ديكلاسيفايد" أن وكالة الأنباء العالمية "رويترز" تتبع سياسة تحريرية منحازة لصالح الكيان الصهيوني في تغطية الإبادة الجارية في قطاع غزة.

وأدت هذه المسألة إلى فرض قيود تحريرية على الصحافيين داخل الوكالة، خصوصًا فيما يتعلق باستخدام مصطلحات مرتبطة بالقضية الفلسطينية.

ووفقا لموظفين داخل الوكالة، تحدثوا شريطة عدم كشف هويتهم، فإن إدارة التحرير في "رويترز" فرضت توجيهات تحريرية حدّت من استخدام تعبيرات مثل "فلسطين" أو "إبادة جماعية"، رغم وجود إجماع حقوقي متزايد على توصيف ما يحدث في غزة بهذه المصطلحات.

عنوان مثير للجدل

ووفق التحقيق، أحد أبرز الأمثلة التي أثارت الجدل، هو العنوان الذي نشرته الوكالة حول استشهاد الصحفي الفلسطيني "أنس الشريف"، والذي جاء فيه: "إسرائيل تقتل صحفيا في قناة الجزيرة تزعم أنه قيادي في حماس".

يُذكر أن "الشريف" كان قد عمل سابقا في "رويترز"، وكان من ضمن فريقها الفائز بجائزة "بوليتزر" لعام 2024.

وهذا العنوان لم يثر فقط استياء الرأي العام العالمي، بل أدى أيضا إلى قلق داخلي دفع الوكالة لفتح تحقيق داخلي حول التحيز التحريري.

نتائج تحقيق داخلي

التحقيق الداخلي شمل مراجعة لـ499 تقريرا نشرت بين 7 أكتوبر و14 نوفمبر 2023، وتبين منها أن "رويترز" خصصت تغطية أوسع للقصص المتعلقة بالإسرائيليين مقارنة بالفلسطينيين.

كما لوحظ انعدام التوازن في توصيف الأوضاع الإنسانية، خاصة بعد 7 أكتوبر.

تضييق المصطلحات

الصحافيون داخل الوكالة انتقدوا سياسات التحرير التي منعت استخدام كلمات مثل "فلسطين"، متسائلين عن سبب غياب تغطية أوسع لتقارير خبراء حقوق الإنسان حول احتمال وقوع إبادة جماعية في غزة، في وقت تعاملت فيه الوكالة بشكل مختلف مع أخبار متعلقة بروسيا أو السودان.

وبعد تصاعد الانتقادات، أرسل "هوارد غولر"، محرر الجودة والأسلوب في "رويترز"، بريدا إلكترونيا لموظفيه بعنوان "تحديث أسلوب رويترز حول الصراع في الشرق الأوسط"، سمح فيه باستخدام مصطلح "إبادة جماعية" ولكن بشروط، في حين بقي استخدام "فلسطين" محدودًا ومحكومًا بسياقات تاريخية.

تحليل مضامين

وأظهر تحليل للموقع أن "رويترز" استخدمت مصطلح "إبادة جماعية" في 14 خبرا فقط من أصل 300 نشرتها بين يونيو وأغسطس 2025، وغالبا ما كانت تقرنها بعبارات مثل "تنكر "إسرائيل" هذا الادعاء"، في تباين واضح مع تغطيتها لصراعات أخرى.

كما أشار التقرير إلى تجاهل التحديثات التحريرية لدى "رويترز" للحقائق الواردة في تقارير حقوقية وطبية، من ضمنها تقرير لمجلة "ذي لانست" الذي قدّر عدد الشهداء في غزة بأكثر من 186 ألفا.

انتقادات أكاديمية وإعلامية

الدكتورة "عسل راد"، الباحثة في تاريخ الشرق الأوسط، اعتبرت أن تغطية "رويترز" تمثل شكلًا من أشكال "إنكار الإبادة الجماعية". وأشارت إلى أن الوكالة تتعامل مع المجازر الإسرائيلية باعتبارها جزءا من "حملة عسكرية"، ما ينفي الطابع الإنساني عن الضحايا.

من جهته، كتب الصحفي الإسرائيلي "گدعون ليفي" في صحيفة "هآرتس" أن المشهد الإعلامي الغربي برمّته، بما فيه "رويترز"، فشل في تشكيل رادع أخلاقي تجاه ما يحدث في غزة.

البديل الوثائقي: "الدليل" من الأناضول

وفي مقابل هذا التعتيم، أصدرت وكالة الأناضول التركية كتابا بعنوان "الدليل" يوثق بالصور والشهادات الميدانية جرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة.

وصُدر الكتاب باللغات العربية والتركية والإنجليزية، ويتضمن أدلة على استخدام القنابل المحرمة مثل "الفوسفور الأبيض"، وشهادات مدعومة بقيمة قانونية يمكن استخدامها أمام الهيئات الدولية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل