نتنياهو يكافئ عملاءه العرب والمسلمين "بإسرائيل الكبرى" ــ د. نسيب حطيط

الخميس 14 آب , 2025 09:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
على مشارف الذكرى الثانية لإبادة غزة، والذكرى السنوية لاغتيال "السيد الشهيد" وإسقاط سوريا، ونتيجة الضربات القاسية والزلزالية التي أصابت  محور المقاومة في ساحاته الميدانية ،أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو تحقيق مهمته الدينية - وفق "إلهه التلمودي" - بولادة "اسرائيل الكبرى" التي تكاد ان تتحق على مستوى الجغرافيا، بعدما تحققّت سياسياً ،اذا استطاع نتنياهو وعملاؤه من الأنظمة وعلماء الدين من القضاء على من تبقى من مقاومين في غزة ولبنان والعراق واليمن ،لأن "اسرائيل الكبرى" وفق ما أعلنه نتنياهو هي فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر وتركيا والسعودية قد تحقّقت سياسياً، دون الحاجة لاحتلالها جغرافياً ،فسوريا سقطت سياسياً وجغرافياً، وصار القرار السياسي والأمني بيد "اسرائيل" وحليفتها تركيا، بإشراف أميركي وتمويل الدول العربية التي تعمل خادماً للمشروع "الإسرائيلي" - الأميركي، والأردن ساقطٌ سياسياً وأمنياً منذ عقود، وسقط لبنان سياسياً وأمنياً، وتم تنصيب "سلطة سياسية" تنفذ الأوامر الأميركة ،بعد الضربات التي تلقتها المقاومة، ولم يتبقَ في لبنان إلا "الطائفة المقاومة" وبعض الوطنيين الشرفاء من كل الطوائف ،أما العراق فنصفه قد سقط سياسياً وجغرافياً، فالأكراد محميّة أميركية - "إسرائيلية"، والأكثرية السنية مع التطبيع والسلام مع "اسرائيل"، ولم يبقَ في العراق سوى "الشيعة" وحشدهم الشعبي وبعض الوطنيين المحاصرين ، ضد "إسرائيل الكبرى"، ومصر هي رائد التطبيع و"السلام" مع "إسرائيل" منذ اتفاقية "كامب ديفيد"، ودخلت في مشروع "إسرائيل الكبرى"، وتركيا أردوغان هي ضمن "إسرائيل الكبرى"، ومن الشركاء في التنفيذ من خلال تدخله المباشر، ومع ذلك سيضم نتنياهو  جزءاً من  تركيا الى مشروعه التوراتي، وكذلك السعودية التي تغطي الحروب ضد حركات المقاومة، خصوصاً في فلسطين ولبنان واليمن والعراق  فهي بالمعطى السياسي  تعمل من خلال "إسرائيل الكبرى"، وان بقيت جزئياً خارج جغرافيا "إسرائيل الكبرى".
اعتمد التحالف الأميركي استراتيجية القتل المتدرّج  والاحتلال التسلسلي ،فاستعان ببعض العرب بالمسلمين، لقتل المقاومين الذين يواجهون المشروع الأميركي - "الإسرائيلي"، لتجنيب أميركا و"إسرائيل" الخسائر البشرية والمادية، او تقليلها، ولتقصير المدة الزمنية المطلوبة لإنجاز هذا المشروع وتنفيذه بشكل خيالي لا يمكن تصديقه وفهم أحداثه التي تتسارع وتجري خارج السياق الذي حكم قواعد الصراع العربي - "الإسرائيلي" منذ احتلال فلسطين عام 1948؛ بما يشبه حرب حزيران 1967 التي احتلت فيها "إسرائيل" سيناء والضفة الغربية والجولان في أيام معدودة، وبعدما استخدم التحالف الأميركي - "الإسرائيلي" الملوك والرؤساء والأمراء وانظمتهم ومؤسساتهم الدينية، واستعان بهم لإعدام المقاومين من جميع المذاهب، سواء كانوا سنّة أو شيعة أو علمانيين، بدأ المرحلة الثانية؛ "أنثى العنكبوت"، ووفق السنن التاريخية التي تثبت أن المحتلين لا يحترمون عملاءهم ويتخلصون منهم لعدم ثقتهم بهم ،فمن خان اهله ودينه وقومه وعشيرته، لا يمكن الوثوق به، ليكون شريكاً او حليفاً او صديقاً، لأنه في دائرة النذالة والحقارة والخيانة وهذا ما فعلته اسرائيل مع عملائها في لبنان وفلسطين وما فعلته أميركا وبريطانيا مع عملائهم في فيتنام وافغانستان والعراق وهذا ما سيفعلونه مع هذه الأنظمة العميلة، بعدما نفّذت المهام المُوكلة اليها وأدّت وظيفتها، وهي لا تمتلك القوة للدفاع عن نفسها ،فهي أنظمة ضعيفة تعتمد على الحماية الأميركية ،للبقاء ولا يحتاج إسقاطها لجهدٍ كبير ،فهو أسهل بكثير من القضاء على المقاومة في غزة أو المقاومة في لبنان او العراق او اليمن!
لا زالت المقاومة اللبنانية تشكّل الحاجز الأساسي والمتراس الأول وخندق المواجهة الرئيسية لمنع ولادة "إسرائيل الكبرى" والشرق الأوسط الأميركي "سياسياً وجغرافياً ولا يزال الوقت متاحاً، أمام العرب المتآمرين، للعودة عن خطأهم وجريمتهم ،بحصار المقاومين وليبادروا ،لرفع الحصار والتحالف مع المقاومة، لحماية أنظمتهم وشعوبهم ومصالحهم وليس لحفظ المقاومة.
سيزداد الضغط الأميركي - "الإسرائيلي" والعربي على المقاومة في لبنان وسيستمر النظام السياسي اللبناني الذي عيّنته أميركا بأداء مهمته ووظيفته في مشروع "إسرائيل الكبرى" والذي بدأه بقرار نزع سلاح المقاومة ولا وقت للمقاومة ،للمناورة او الاستيعاب او التأخر في الرد وعليها المبادرة لانتفاضة شعبية وطنية ،لإسقاط "السلطة السياسية " التي تقود التطبيع والسلام مع إسرائيل سواء كرها او طواعية .
لا يزال الوقت متاحاً لقتل "جنين إسرائيل الكبرى" إذا استيقظ العرب وتحالفوا مع المقاومين، او توقّفوا عن حصارهم وقتالهم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل