حراك معادي هو الاخطر في لبنان.. حقيقة انفجار منشأة زبقين !_ ماجدة الحاج

الثلاثاء 12 آب , 2025 10:16 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
على طريق الإرتطام الكبير، يسير لبنان بدفع اميركي-"إسرائيلي"-سعودي، ويشنّ الثلاثي هجمة وضغوطا غير مسبوقة على حزب الله وسلاحه في لحظة مفصليّة تمرّ بها المنطقة هي الأخطر على الإطلاق.. جاءت جلسة الثلاثاء الشهيرة التي خصّصتها الحكومة لوضع سلاح المقاومة على المقصلة، قبل ان تضع كرة النار بين يدَي الجيش اللبناني في جلسة الخميس وتحاصر بقرارها طائفة بأكملها، لتضع لبنان على برميل بارود قابل للإشتعال في ايّ لحظة. واللافت انّ هذه الجلسة حُدّدت في توقيت مريب، حيث أحيطت بحدثَين هامَّين.. فقبيل الجلسة حطّ الجنرال مايكل كوريلا- قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي بشكل مفاجئ في بيروت.. هو نفسه الموكل بحبك وتنسيق اخطر الهجمات المعادية مع "اسرائيل"، كما عمليات الاغتيال "الإستثنائية" لقادة في محور المقاومة-كعملية اغتيال الامين العام لحزب الله السيّد الشهيد حسن نصرالله، حيث رُصد كوريلا في اسرائيل" عشيّة تنفيذ العملية.

اما الحدث الثاني الذي أعقب جلسة الثلاثاء إياها، فكان اعلان الجيش الفرنسي " انّ وحدة من كتيبة بلاده العاملة في اطار قوات اليونفيل، دهمت شبكة أنفاق"، على تخوم الحدود اللبنانية مع اسرائيل، وصادرت ترسانة اسلحة ضخمة يسارع فريق الهندسة بالجيش اللبناني لمعاينة المنشأة في زبقين الجنوبية، فتقع الواقعة ويستشهد 6 من الجنود اللبنانيين، اضافة الى إصابة آخرين من الجنود "وصلت حال بعضهم الى "الحرجة.
 
حادثٌ طرح علامات استفهام كبرى حوله، خصوصا وانّ الكتيبة الفرنسيّة التي تفرّدت بنشر خبر "اكتشاف انفاق واسلحة وصواريخ جنوب الليطاني"، لم تنسّق مع اليونفيل حيال عمليّة منشاة زبقين تحديدا، وسط معلومات امنيّة ألمحت الى انّ الكتيبة هذه، كانت على علم مُسبق بتفخيخ المنشأة.. مع التذكير بما سبق وكشفه اكثر من تقرير غربي-وضمنا فرنسي، ومفاده انّ الكتيبة الفرنسية التي تتبع لرئاسة الأركان الفرنسية،" تقوم بتواصل وتنسيق فاعلَين مع القوات "الإسرائيلية" وانّ عددا من عناصرها موكلون بمهمة تصوير اهداف يُشتبه انها تتبع لحزب الله وتمريرها الى "الاسرائيليين"، وهذا ما يفسّر كمّ المواجهات التي حصلت بين سكان بلدات جنوبية عدّة مع عناصر هذه الكتيبة، على خلفيّة مبادرة المسيّرات الاسرائيلية الى استهداف اماكن معيّنة بعد رصد السكان لجنود فرنسيين على الاغلب، يقومون بتصوير الأماكن نفسها!
 
وفيما تستمرّ تحقيقات الجيش اللبناني لمعرفة ما اذا كان انفجار المنشأة ناجم عن خطأ بشري او بفعل تدخّل خارجي..لم تستبعد معلومات نُسبت الى مصدر عسكري لبناني، ارتباط عملية التفخيخ بمسيّرة معادية متطوّرة، على الارجح بريطانيّة، تتمتّع بتقنيّات متطورة جدا، مشككا في تملّك"اسرائيل" لهذه التقنيّة ويبدو انّ العديد من عمليات التفجير والاغتيالات تستند بها "اسرائيل" على الذراع البريطانية، حيث تقدّم مسيّرات الاخيرة كمّا كبيرا من المعلومات الاستخبارية لإسرائيل.. بل أبعد من ذلك، لعبت المقاتلات البريطانية دورا كبيرا الى جانب نظيرتَيها "الإسرائيلية" والاميركية في الحرب على غزة، كما على لبنان. وإلا، هل تستطيع "اسرائيل" وحدها شنّ 1000 غارة على لبنان في اليوم الاول من العدوان في شهر ايلول العام الفائت؟!
 
اما وانّ لبنان بات مستباحا لاجهزة الاستخبارات المعادية الى هذا الحدّ، فقد رُصدت في الاسبوعين الاخيرين، ومرّة اخرى، حركة لافتة ومريبة لطائرات عسكرية اميركية وبريطانية وهي تحطّ في قاعدة حامات الجوية- التي تتبع رسميّا للجيش اللبناني.

هي مرحلة شديدة الخطورة يمرّ بها لبنان، شبيهة بحقبة الثمانينات بعد الاجتياح "الإسرائيلي". وقتذاك، تسلّم المبعوث الاميركي فيليب حبيب مهمّة نزع سلاح فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتمّ نفيها وقادتها من لبنان، مع ضمانات اميركية كاذبة تماما كما يحصل اليوم، لتتبع ذلك مجازر لحقت بآلاف الفلسطينيين،العُزّل في مخيمات صبرا وشاتيلا نفّذتها ميليشيات يمينيّة لبنانية حليفة لإسرائيل هي نفسها من تصوّب وتطالب بنزع سلاح حزب الله.. فالمطلوب "تكسير" وإزالة تلك الصخرة المتمثّلة بالحزب التي تعيق تنفيذ المشروع المعادي.
 
فماذا بعد تخطّي رئيسَي الجمهورية والحكومة كلّ الخطوط الحمر مع الحزب المقاوم في لبنان، ووضع البلد امام منعطف شديد الخطورة في الجلسة الخميس الشهيرة، وإشهار سيف اميركا و"إسرائيل" في وجه الحزب اذا عاند في تسليم سلاحه؟ في سابقة تُعرّض امن لبنان وسلمه الأهلي للإنفجار في ايّ لحظة؟.. وكيف يطالب العهد بنزع سلاح الحزب في ظلّ الغارات وعمليات الاغتيال اليومية التي تنفّذها "اسرائيل" كيفما وساعة تشاء، وانتهاك اجواء البلد على مدار الساعة، في وقت تتهدد مجاميع تكفيرية البلد، يتمّ تحشيدها على الحدود السورية مع لبنان، وقد تنقضّ على القرى والبلدات اللبنانية في ايّ وقت بإيعاز "اسرائيلي؟ ما مصلحة لبنان بتجريده من اوراق القوّة لصالح "اسرائيل"؟
 
بحسب شخصيّة دبلوماسيّة غربية زارت احدى المرجعيّات السياسية في بيروت الاسبوع الماضي، فإنّ القرارات التي اتخذتها الحكومة إزاء سلاح حزب الله، لا يمكن ان تصبح نافذة ما لم تترافق مع حدث امني كبير.. قد ترتدّ تداعياته بشكل دراماتيكيّ على العهد الجديد في لبنان- وفق اشارتها!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل