الثبات ـ دولي
واصلت الدول الأوروبية سحب الفرقاطات والقطع الحربية من البحر الأحمر، ما يؤكد قناعة دول القارة العجوز بعدم جدوى بقائها في البحر بعد أن فرضت القوات المسلحة اليمنية الهيمنة الصاروخية و"الجوية" الكاملة.
وبعد يومين من إعلانها سحب الفرقاطة الفرنسية الوحيدة معها، أعلنت القوة الأوروبية المشكلة لحماية الملاحة الصهيونية "أسبيدس" عن سحب الفرقاطة الإيطالية "كايو دويليو" من منطقة البحر الأحمر.
ومن المتوقع أن تقوم بقية الدول الأوروبية التي لديها قطع حربية بحرية في المنطقة بسحب فرقاطاتها من البحر الأحمر خلال الفترة القليلة المقبلة، وذلك وسط تصاعد المخاوف الأوروبية من العمليات اليمنية القادمة في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد البحري ضد الكيان الصهيوني.
يُشار إلى أن الفرقاطة "كايو دويليو" هي مدمرة تابعة للقوات البحرية الإيطالية من نوع أندريا دوريا وفئة هورايزون المتخصصة في الدفاع الجوي دشنت في عام 2007 ودخلت الخدمة في البحرية الإيطالية في 3 أبريل 2009، في حين أعلنت روما مشاركتها ضمن التحالف الأوروبي لحماية الملاحة الصهيونية في 19 فبراير من العام الماضي.
وقد سبق أن أعلنت قيادة الفرقاطة الإيطالية خلال الفترات الماضية مشاركتها في التصدي للطائرات المسيرة اليمنية المتجهة إلى فلسطين المحتلة، مما يؤكد أن التحالف الأوروبي استخدم عناوين "حماية الملاحة" كشمّاعة للتغطية على المهمة الحقيقية المتمثلة في حماية الكيان الصهيوني بحراً وجواً وبراً.
موقع بريطاني يؤكد عدم قدرة لندن على الصمود في البحر الأحمر وتراجع نفوذها البحري
أكد موقع عسكري بريطاني أن لندن تعاني من تراجع في النفوذ العسكري البحري، وذلك عقب الهيمنة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية.
ونشر موقع "Navy Lookout"، المتخصص في الأخبار والتحليلات المتعلقة بالعمليات والمشتريات ومستقبل البحرية الملكية البريطانية، أن لندن عملت منذ العام 2022 على إيقاف تشغيل 15 سفينة حربية، بينها فرقاطات وغواصات وسفن إنزال وصائدات ألغام، مقابل إدخال عددٍ محدودٍ من الوحدات الجديدة، مشيرًا إلى تصاعد هذه الإجراءات في العامين الأخيرين، ما يؤكد أن اليمن تسبب في تحييد القوة العسكرية البحرية البريطانية، على غرار ما حدث للقوات الأمريكية المماثلة، التي كانت مهيمنة على المنطقة.
ولفت الموقع إلى أن "البحرية البريطانية تعاني نقصًا حادًا في القوة وإرهاقًا مفرطًا في جميع جوانب قدراتها".
ونوّه إلى أن "تراجع القدرات أدى إلى غياب شبه كامل للوجود البحري البريطاني في الشرق الأوسط وعدم القدرة على دعم عمليات البحر الأحمر".
وتأتي هذه التقارير بالتزامن مع اضطرار العديد من الدول الأوروبية لسحب فرقاطاتها من البحر الأحمر، مثل فرنسا وإيطاليا، بعد قناعة تامة بعدم جدوى البقاء في البحر، وسط معادلات معقدة وقواعد اشتباك نوعية فرضتها القوات المسلحة اليمنية.