الميثاقية ضمانة الطائف وليست للمساومة

الجمعة 08 آب , 2025 08:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

يحتفل خصوم المقاومة اليوم، يتبادلون التهاني في الظل، يكتبون "بيانات الانتصار"، ويظنون للحظة أنهم أمسكوا برقبة الوطن. نعم، لقد تقدموا خطوة سياسية، أو هكذا يتوهمون. خطوة مُحمّلة بدعم ثلاثي: أميركي يخطط، سعودي يموّل، وإسرائيلي يصفّق من بعيد.

لكن، فلنسألهم: وماذا بعد؟

هل بإمكانهم تنفيذ قرارهم؟ هل يمكنهم أن يستكملوا هذا الانقلاب المقنّع على الشراكة والميثاق؟ نعم، يمكنهم، لكن بثمن واحد فقط: الانتحار.

ما حصل ليس خلافًا على وزير أو توقيع، ولا على حقيبة أو جلسة. ما جرى هو محاولة مباشرة لتطويع لبنان وكسره من الخاصرة الأشد صلابة فيه. أرادوا أن يُسقطوا التوازن الوطني باسم الدولة، فأسقطوا الدولة باسم الغلبة. أرادوا أن يعزلوا خمسة وزراء شيعة، فانكشف أن عزلكم كان لأكثر من مليونَي لبناني. شيعة وسُنّة، دروز ومسيحيون، علمانيون ومقاومون، شيّعوا السيد لا لأنه رمز طائفة، بل لأنه بوصلتهم إلى الكرامة والسيادة والحق.

أنتم اليوم لم تتآمروا على طائفة، بل على الشارع، على المقاومة، على الكرامة، على التاريخ، على دماء آلاف الشهداء الذين لم يستشهدوا ليحكم لبنان موظف سفارة، ولا ليصبح القرار الوطني بيد من يرتجف على سماعة الهاتف من واشنطن أو الرياض.

أنتم ارتكبتم خطأ: ظننتم أن بإمكانكم أن تحكموا لبنان من دون مكوّن أساسي فيه. ظننتم أن الميثاقية مجرد حبر في دستور، لا شعب حي في الساحات. ولكن، تذكروا: لبنان لا يُحكم بالغلبة، ولا يُدار بالقرارات المستوردة، ولا يُستعبد رغمًا عن أهله.

الميثاقية ليست ورقة تفاهم. الميثاقية هي جرس الإنذار الأخير قبل الانفجار. والطائف ليس غطاء للتمرير، بل صاعق إن تجاوزته. وإن قررتم العبور فوق هذا الخط الأحمر، فاعلموا أن النار تنتظركم عند أول مفترق، وستأكلكم قبل أن تصلوا إلى الهدف.

نحن لا نهدد، نحن نصف الحقيقة كما هي. خضتم الحرب السياسية، فانظروا كيف شيّع الشعبُ قائده. خضتم المعركة على الوجود، فاستعدّوا لتحمل نتائجها.

من يريد أن يحكم لبنان وحده، فليذهب ويحكم الوهم. ومن أراد إقصاء المقاومة، فليحفر قبر هذا البلد بيديه.


#لبنان_ليس_مستعمرة


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل