الحكومة... و"بوسطة" نزع السلاح ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 05 آب , 2025 12:34 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يعيش لبنان على حافة الحرب الأهلية الثانية، إذا غامرت الحكومة وأصدرت قرار نزع السلاح المقاوم قبل الانسحاب "الإسرائيلي" ،بدون ضمانات وحلول بديلة، كفيلة بحماية لبنان، خصوصاً الجنوب اللبناني المُهدّد بالاحتلال البري، وهو الذي يعيش تحت الاحتلال الجوي والاغتيالات والقصف. 
قبل خمسين عاماً ارتكبت القوى المسيحية المتحالفة مع "إسرائيل" (الكتائب والأحرار ) جريمة "بوسطة الرمانة" التي أشعلت الحرب الأهلية اللبنانية الاولى عام 1975 ، بأوامر "إسرائيلية" ،للقضاء على المقاومة الفلسطينية، والتي استكملتها "إسرائيل" باجتياح عام 1978 واجتياح عام 1982، واستطاعت طرد المقاومة الفلسطينية المسلّحة، وتنصيب حكم وحكومة وقّعا "اتفاق 17 أيار" للسلام مع "إسرائيل". 
تعيد "اسرائيل" سيناريو الحرب الأهلية، وبنفس الأدوات العميلة من اليمين المسيحي الذي التحق به بعض المسؤولين والأحزاب والنواب الذين يؤيدون التطبيع مع "إسرائيل"، وستكون "بوسطة" الحرب الأهلية على طاولة مجلس الوزراء ،بإقرار نزع السلاح المقاوم وبمهلة زمنية يريدها البعض، بوقت أقل من مهلة استرجاع الأملاك البحرية او رد ودائع اللبنانيين المسروقة او تأمين الكهرباء مع فارق أن الحرب الأهلية الأولى كانت ضد المقاومة الفلسطينية والحرب الأهلية الثانية ضد المقاومة اللبنانية.
لقد كان الشيعة اللبنانيون ضحايا الحرب الأهلية اللبنانية الأولى ، بالتهجير من النبعة وبرج حمود واختطاف قائدهم الإمام موسى الصدر واجتياح الجنوب واحتلاله على مدى 22 عاماً دون ان تقوم الدولة اللبنانية او الأحزاب المسيحية والاشتراكية ،بأي جهد للدفاع عن لبنان ولم يقاوم إلا الشيعة والأحزاب اليسارية وبعض الوطنيين الشرفاء من الطوائف الأخرى ،وتحاول اسرائيل وأدواتها العميلة ، تقديم الشيعة ، "قرابين" فداءً لمصالحهم وأمنهم حتى تحتل إسرائيل الجنوب وتنعم بالمياه والغاز والنفط اللبناني وينعم العملاء بحفلات الرقص واستقبال العرب للسياحة والترفيه.
لم يشارك الشيعة في الحرب الأهلية الأولى واعتصم السيد موسى الصدر، لحفظ المسيحيين ولم يطلق الشيعة أي رصاصة على أي طائفة في لبنان حتى على العملاء بعد تحرير الجنوب ومع ذلك يحتشد اللبنانيون ويتنافسون، لذبحهم وقتلهم، إما باستدعاء العدو الإسرائيلي أو برفاقهم وحلفائهم والتكفيريين لعجزهم الميداني عن قتال الشيعة ، لأنه لم يبق غير الشيعة ،كطائفه وجماعة، ضد التطبيع والسلام مع إسرائيل ودعم الفلسطينيين في غزة، بالتلازم مع تخلي الجميع من المسلمين السنّة عن "غزة السنّية" والتآمر عليها والتحالف مع العدو.
يعيش بعض الساسة اللبنانيون الرسميون والحزبيون، أحلام الوهم والشعور بالعظمة والقدرة على انتزاع السلاح المقاوم وتحديد المهل الزمنية ، وإلا فإن الطائرات "الإسرائيلية" والسكاكين التكفيرية والغدر اللبناني ،سيتحالفون  للهجوم على الطائفة المقاومة والمتمرّدة التي تحافظ على كرامة وسيادة لبنان التي باعها البعض او يؤجرها او يقايضها طلباً للنجاة .
صحيحٌ... ان المقاومين يعيشون ظروفاً استثنائية صعبة وقد حاصرهم وغَدر بهم الجميع وسيقاتلون وحدهم ،لكنهم لا زالوا قادرين على  الدفاع عن أنفسهم وفي أسوأ الحالات، لن تكون النار في ديارهم فقط، فكل من  يساعد إسرائيل والتمهيد لها سياسياً او إصدار القرار بنزع السلاح وجعله سلاحاً متمرداً غير قانوني، سَيعامله المقاومون ،كما تعاملوا ضد "جيش لحد" وكجنود الجيش الإسرائيلي ولن تبقى النار في ديارنا ،بل في ديار كل من يشارك في قتلنا، فإما ان يكون لبنان لنا جميعاً وإما لن يكون لأحد ولن نكون "القرابين" التي يقدّمها  العملاء على مذابح اسرائيل وحلفائها العرب...وأتذكّر ما قاله "السيد الشهيد" قبل عشرين عاماً في اجتماع طارئ ،لرؤساء الأحزاب في لقاء "عين التينة" قبل استقالة الرئيس عمر كرامي (قبل مجيئي للاجتماع ،اجتمعت مع الأخوة بالقيادة العسكرية  لإبلاغكم ،بأننا لن نسمح بمحو انتصاراتنا وتضحياتنا وخيانة شهدائنا ...واذا أصر البعض على إشعال الفتنة التي نفر منها ولا نريدها ، لن تبقى النار في مناطقنا وشوارعنا وبيوتنا ...بل سنقاتل في كل شارع وطريق وزقاق في لبنان... ونحن قادرون على ذلك، وأعتقد اننا لازلنا قادرين.
لم يتعلّم المجرمون من اليمين المسيحي من مغامراتهم الفاشلة الدموية والتي هجّرت المسيحيين من كل لبنان وحشرتهم بالإكراه في كسروان وجبيل ،كحزام أمان وحماية لسفارة "عوكر" ونحذرهم ان المغامرة القادمة لن تبقي أي مسيحي في لبنان وهذا ما تريده إسرائيل، لتتخلّص من المسيحية المشرقية بعدما دجّنت المسيحية الغربية. 
من يفترض أن القتل والدمار سيكون من نصيب الشيعة فهو واهم... لن نعتدي ولن نهاجم أحداً، لكن لن نجامل ولن نعفو ولا نسامح ،كما المرات السابقة. 
سنتعامل مع كل من يصرّح او يوقّع على قرار نزع السلاح أنه جندي إسرائيلي محتل ونحاكمه ميدانياً وفق القانون اللبناني بجرم التعامل مع العدو... ونحن قادرون بإذن الله، فالدفاع عن النفس أمر إلهي ..لا يحتاج لقرار أو فتوى...ونبلغكم بأنكم ،لن تلبثوا بعد القرار إلا قليلا...وستلقون القصاص من أهل المقاومة ...
اعقلوا ولا تغامروا... ولا تخطئوا في الحسابات ولا تطلقوا النار على "بوسطة السلاح".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل