الثلاثاء الحاسم: بين خيانة الداخل وضغوط الخارج .. يبقى سلاح المقاومة خط الدفاع الأخير

الإثنين 04 آب , 2025 11:44 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

في 5 آب 2025، يقف لبنان على مفترق تاريخي لا يحتمل المواربة ولا الأقنعة.
الجلسة الوزارية المنتظرة يوم الثلاثاء لن تكون مجرّد استعراض دستوري، بل محاولة مدروسة لانتزاع ما تبقّى من كرامة وطن، ولإطلاق شرارة فتنة يُراد لها أن تكون الأخيرة، كي لا يبقى من الوطن سوى الخرائط والخرائب.

كلّ اللاعبين مكشوفون.
أميركا تضغط، إسرائيل تحرّض، والسعودية تموّل وتنسّق.
الغطاء جاهز، والبيادق في الداخل تتحرّك بخفّة الخونة، من بعض الإعلاميين الذين يُحرّكون أجندات السفارات، إلى نوّاب رفعوا صور ترمب اليوم، كما رفعوا صور شارون سابقًا عند أول مفترق سياسي.
هؤلاء لا يُمثّلون سوى مصالح مشغّليهم، ولا يجيدون سوى لغة التحريض ونفخ رماد الحرب الأهلية.

في الجوهر، المعركة هي معركة سلاح المقاومة، لا لأن هذا السلاح يُهدّد الداخل كما يزعمون، بل لأنه العقبة الأخيرة في وجه مشروع التصفية الكامل.
يريدونه مجرّد بلد محايد، منزوع الإرادة، منزوع القدرة، حتى إذا ما قرّر نتنياهو أن يوسّع حربه، لا يجد أمامه من يردع أو يمنع.

لكن سلاح المقاومة ليس مجرّد بندقية، بل ذاكرة دماء، وتجربة نصر، وهُوية ناس اعتادوا الصمود، لا الخضوع.

الذين يريدون نزع سلاح المقاومة هم أنفسهم الذين صمتوا حين قُصفت غزّة، واحتُلّت الضفّة، ودُمّرت صنعاء، وبِيع العراق بثمن النفط.
هم أنفسهم الذين لم يُحرّكوا ساكنًا حين كان اللبناني يُذلّ في المطارات، ويُذبَح على المعابر، ويُرمى على الحدود.

فمنذ الاستقلال، كم مرّة دافعت الدولة عن مواطنيها؟
هل حمت اللبناني حين اجتاحت إسرائيل بيروت؟
هل وقفت إلى جانب شعبها حين سقطت الأحياء في الضاحية والشمال والبقاع؟
أم كانت دائمًا تلك الدولة التي ترفع يدها وتطلب من الناس أن "يتفهّموا"؟

المعادلة بسيطة: إمّا أن تحمي الدولة شعبها، أو سيبقى الشعب مضطرًّا لحماية نفسه.
ومن يحمي نفسه، لا يُسلّم سلاحه لمن انتظر الفرصة لتصفيته.

أما الذين يُراهنون على انفجار الشارع وعودة الحرب الأهلية، فهم إمّا سُذّج لا يقرؤون التاريخ، أو عملاء ينتظرون دورهم في لحظة السقوط.
لكن الحقيقة المُرّة التي لا يريدون سماعها هي:
الحرب المقبلة — إن وقعت — لن تُبقي لهم دورًا.
لا للسفارات، ولا لأبواقها الإعلامية، ولا لنوّابها المعلّبين في صناديق التمويل.
ستكون حربًا على كلّ المشروع، لا على فصيل، وستُعيد رسم المشهد، لا توزيع الحصص.

في هذه اللحظة الحرجة، المطلوب ليس فقط موقفًا سياسيًّا، بل وعيًا شعبيًّا عميقًا.
البلد ليس بخير.
المؤامرة ليست تحليلًا، بل واقعٌ ترسمه الخطط والتصريحات والتوقيتات.
والمقاومة، بكلّ ما لها وما عليها، تبقى الخندق الأخير.
فإمّا أن نصونه، أو نُسلّم بيوتنا لوعد بلفور بنُسخته المعاصرة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل